في اكتشاف يغير الفهم التقليد أظهرت أبحاث أثرية حديثة أن الأهرامات المصرية التي تعتبر واحدة من عجائب العالم السبع، قد تم تشييدها باستخدام تقنيات هيدروليكية متطورة لم تكن معروفة سابقا، وتشير هذه النتائج التي نشرت في مجلة “PLOS ONE”، إلى أن الفراعنة استخدموا أنظمة مائية معقدة لرفع كتل الحجر الكبيرة، مما يوفر تفسيرا جديدا لكيفية بناء هذه الهياكل الضخمة.
تقنية متقدمة تتحدى الزمن
كانت النظريات السابقة تشير إلى أن المصريين اعتمدوا على منحدرات ورافعات بسيطة، مستفيدين من القوة البشرية الكبيرة لنقل ورفع الكتل الحجرية التي قد يصل وزنها إلى عدة أطنان، ولكن الدراسة الجديدة التي أجراها العالم كزافيير لاندرو تشير إلى أن المصريين القدماء ربما استغلوا قنوات مائية وسدودا لتطوير نظام هيدروليكي متقدم، مما أتاح لهم رفع الحجارة بشكل أسهل.
نظام هيدروليكي غير مسبوق
وفقا للدراسة فإن سد “جسر المدير” في سقارة، الذي ظل لغزا لسنوات كان بالفعل جزءا من نظام هيدروليكي متكامل كان هذا النظام يعمل على تنظيم تدفق المياه وتحسين جودتها، ليس فقط للري ولكن أيضا للاستخدام في عمليات البناء، وجسر المدير الذي يطلق عليه أيضا اسم “السياج العظيم”، يعتبر من أقدم الهياكل الحجرية المعروفة في مصر يقع هذا الهيكل في منطقة سقارة، على بعد بضعة مئات من الأمتار غرب هرم زوسر وهرم سخم خت يتألف الجسر من جدران مستطيلة مصنوعة من الحجر الجيري الخام، ويصل ارتفاعها إلى حوالي 4.5 إلى 5 أمتار في الزاوية الشمالية الغربية، ولم تتضح وظيفة هذا الهيكل بعد، ولكن يعتقد أنه قد يرتبط بالأنشطة الجنائزية أو الطقوسية في تلك الحقبة.
طريقة بناء ثورية
أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في هذا الاكتشاف هو إمكانية استخدام المصريين لتقنية تشبه “البركان” لرفع الحجارة من داخل الهرم بدلا من سحبها من الخارج، تشير هذه الطريقة إلى أن عملية البناء كانت أكثر تطورا وتعقيدا مما كان يعتقد سابقا، حيث تم استخدام المياه والقنوات المائية لتسهيل نقل ورفع الكتل الحجرية الضخمة.
إعادة كتابة التاريخ المعماري
هذا الاكتشاف لا يقتصر على تقديم تفسير جديد لكيفية بناء الأهرامات، بل يفتح أيضا آفاقا جديدة لفهم أعمق للتقنيات المعمارية التي استخدمها المصريون القدماء، كما يبرز أهمية الهياكل المحيطة بالأهرامات، التي كانت تعتبر سابقا عناصر ثانوية بينما تكشف الدراسة أنها كانت جزءا أساسيا من النظام الهندسي المتطور.
مستقبل الاكتشافات الأثرية
يعد هذا البحث بداية جديدة في دراسة الحضارة المصرية القديمة، ومع استمرار اكتشاف المزيد من الأسرار، فمن المحتمل أن نكتشف تقنيات متطورة أخرى كانت مستخدمة في تلك الفترة، مما سيعيد تشكيل فهمنا لتاريخ الهندسة المعمارية والتكنولوجيا البشرية في الختام يعد هذا الاكتشاف انتصارا للعلم، وهو أيضا تذكير بقدرة الإنسان القديم على الإبداع وتجاوز التحديات التي تبدو مستحيلة، حتى عندما يستخدم أدوات بسيطة في مظهرها، لكنها كانت في الواقع متطورة بشكل ملحوظ.