في خطوة قد تغير خريطة الطاقة في منطقة الشرق الأوسط، أعلن الأردن عن تطور مفاجئ في قطاع النفط من خلال اكتشاف حقل السرحان النفطي، الذي قد يضع المملكة في مقدمة الدول المصدرة للطاقة الحقل الذي يقع في المنطقة الشرقية من الأردن بالقرب من الحدود مع المملكة العربية السعودية، يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من النفط الحقل لا يقتصر فقط على كونه مصدرا للطاقة، بل يشكل أيضا حجر الزاوية لزيادة الإيرادات الحكومية وتقليل الاعتماد على استيراد النفط من الخارج.
مراحل تطوير حقل السرحان وإمكانياته المستقبلية
بدأت جهود استكشاف حقل السرحان منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي، حيث أظهرت الدراسات الأولية وجود احتياطيات من النفط الخفيف، إلا أن عمليات التطوير توقفت لفترة طويلة ولكن في السنوات الأخيرة، أُعيد إحياء المشروع عبر تنفيذ عمليات حفر جديدة تواصلها الحكومة الأردنية وقد أظهرت بعض الدراسات غير الرسمية أن احتياطيات الحقل قد تصل إلى 1.5 مليار برميل من النفط الخام عالي الجودة هذا الاكتشاف يفتح آفاقا جديدة لتطوير بنية تحتية متكاملة لقطاع الطاقة في الأردن، ويساعد في خلق فرص عمل وتوفير إيرادات ضخمة لخزينة الدولة.
تحقيق الأمن الطاقي والاقتصادي
من خلال العمل على تطوير الحقل، يتطلع الأردن إلى زيادة إنتاجه من النفط والغاز المحلي لتقليل الاعتماد على استيراد الطاقة من الدول المجاورة، لا سيما العراق وعلى الرغم من أن الحقل لا يزال في مرحلة الاستكشاف، فإن الحكومة الأردنية تأمل أن يسهم هذا المشروع في تعزيز الاقتصاد الوطني ويخفف من ضغوط الموازنة العامة التي تخصص جزءا كبيرا من مخصصاتها لاستيراد الطاقة كما أن التعاون مع شركات سعودية وإماراتية في تطوير الحقل يعكس رغبة المملكة في استقطاب الخبرات الدولية لتسريع عملية الاستخراج ومع استمرار التطوير، يمكن لحقل السرحان أن يصبح من أهم مشروعات الطاقة في الأردن، محققا أمن الطاقة والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام.