في ظل التحديات المائية التي تواجهها مصر، خاصة في ضوء أزمة سد النهضة الإثيوبي، ظهرت مقترحات لتعزيز الموارد المائية من خلال مشاريع ضخمة، أحدها مشروع ربط نهر النيل بنهر الكونغو ومع ذلك، أعلنت مصر رسميًا رفضها لهذا المشروع، مستندة إلى أسباب فنية وسياسية واقتصادية هذا المقال يستعرض تفاصيل المشروع وأسباب الرفض المصري.
فكرة المشروع:
مشروع الربط بين نهر النيل ونهر الكونغو يقترح نقل جزء من مياه نهر الكونغو، الذي يعد أحد أكبر الأنهار في العالم من حيث التدفق المائي، إلى نهر النيل الهدف من المشروع هو زيادة حصة مصر من المياه، خاصة في ظل النمو السكاني المتزايد وزيادة الطلب على المياه لأغراض الزراعة والصناعة والشرب.
المقترح المقدم:
- نقل المياه: نقل حوالي 110 مليارات متر مكعب سنويًا من مياه نهر الكونغو إلى نهر النيل.
- التكلفة المقدرة: تكاليف باهظة تتضمن بناء قنوات وأنابيب ضخمة، بالإضافة إلى محطات رفع ومضخات تعمل بالطاقة الكهربائية.
- مسار المشروع: مرور المياه عبر مناطق جغرافية صعبة، بما في ذلك مناطق تعاني من الحروب الأهلية وعدم الاستقرار الأمني.
أسباب رفض مصر للمشروع:
1. التحديات الفنية والهندسية:
- صعوبة التنفيذ: المشروع يتطلب بناء بنية تحتية ضخمة، بما في ذلك أنابيب نقل المياه عبر مسافات طويلة، بالإضافة إلى محطات رفع ومضخات تعمل بالطاقة الكهربائية.
- عدم وجود دراسات جدوى: المشروع لم يمر بمراحل الدراسات الاستكشافية أو ما قبل الجدوى الاقتصادية، مما يجعل تنفيذه غير مضمون النتائج.
التكاليف الباهظة:
- تكاليف مالية ضخمة: المشروع يتطلب استثمارات هائلة لتنفيذه، بما في ذلك تكاليف الطاقة اللازمة لتشغيل محطات الرفع والمضخات.
- عدم وضوح التمويل: لم يتم تقديم تفاصيل حول كيفية تمويل المشروع أو الجهات التي ستتحمل التكاليف.
- عدم الاستقرار في المناطق المرورية: المشروع يتطلب مرور المياه عبر مناطق تعاني من الحروب الأهلية وعدم الاستقرار الأمني، مما يزيد من مخاطر تنفيذه.
- مخالفة الأعراف الدولية: نقل المياه خارج حوض النهر قد يتعارض مع القوانين والأعراف الدولية المتعلقة بإدارة الموارد المائية المشتركة.
- التركيز على سد النهضة: مصر تركز حاليًا على المفاوضات المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي، الذي يشكل تهديدًا مباشرًا لحصتها من مياه النيل.
- استقطاب الفواقد المائية: مصر تفضل التركيز على مشروعات استقطاب الفواقد المائية في مناطق المستنقعات بجنوب السودان، والتي تم دراستها منذ أربعينيات القرن الماضي.