في تطور غير متوقع، أعلنت مصر عن اكتشاف حقل غاز “ظهر” العملاق في البحر المتوسط، وهو ما يعد من أكبر اكتشافات الغاز في العالم هذا الحقل الضخم، الذي تمتد احتياطياته إلى 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، يضع مصر على الطريق لتصبح واحدة من أبرز القوى في مجال الطاقة العالمية مع هذه الاحتياطيات الضخمة، أصبح الحقل نقطة تحول استراتيجية لمصر، مما يضعها في مواجهة مباشرة مع كبار منتجي الطاقة مثل السعودية والإمارات تأثير هذا الاكتشاف سيمتد إلى الأسواق العالمية وقد يغير التوازن الاقتصادي العالمي في قطاع الطاقة بشكل جذري.
التعاون الدولي وتطور الحقل
تعود قصة اكتشاف حقل ظهر إلى عام 2014 عندما تم توقيع اتفاقية بين الحكومة المصرية وشركة “إيني” الإيطالية للتنقيب في منطقة امتياز شروق البحرية في أغسطس 2015، تم الإعلان عن اكتشاف الحقل، الذي يقع على عمق 1450 مترا تحت سطح البحر ويمتد على مساحة 100 كيلومتر مربع هذا الاكتشاف القياسي لم يكن ليتم لولا الشراكة الدولية بين الحكومة المصرية وعدد من الشركات الكبرى مثل “إيني” الإيطالية و”روسنفط” الروسية و”مبادلة” الإماراتية، حيث تمتلك مصر 50% من المشروع هذه الشراكة أسهمت في تجاوز التحديات الفنية والمالية وتحقيق إنجازات غير مسبوقة في قطاع الطاقة.
مستقبل مصر في قطاع الطاقة
منذ بدء الإنتاج في ديسمبر 2017، أصبحت مصر واحدة من الدول التي تتمتع بالاكتفاء الذاتي من الغاز، بعد أن كان قطاع الغاز يشهد تراجعا في الإنتاج بحلول سبتمبر 2018، تمكنت مصر من تلبية احتياجاتها المحلية من الغاز بفضل حقل ظهر، الذي يساهم الآن بنحو 40% من إجمالي الإنتاج المصري بالإضافة إلى ذلك، ساعد هذا الاكتشاف مصر على استئناف تصدير الغاز المسال إلى الأسواق العالمية مع احتياطيات ضخمة تبلغ 5.4 مليار برميل نفط مكافئ، يضع حقل ظهر مصر في مكانة تنافسية كبيرة، ويعزز من قدرتها على تجاوز كبار منتجي الغاز في العالم وتحقيق أرباح كبيرة من صادراتها.