في عالم يمتلئ بالتحديات والفرص، يبرز أحمد سامي الشريف كواحد من النماذج الشابة الملهمة التي تعكس روح الابتكار والطموح. طالب بكلية الهندسة، جامعة الإسكندرية، بالفرقة الثالثة، بدأ رحلته العلمية من التعليم الفني، حيث تخصص في قسم الكهرباء، ليشق طريقه نحو النجاح بإرادته القوية وإبداعه الفريد.
رحلة من التعليم الفني إلى كلية الهندسة
لم يكن اختيار أحمد للتعليم الفني مجرد صدفة، بل كان قرارًا نابعًا من شغفه بمجال الكهرباء، إيمانًا منه بأن التعليم الفني هو البوابة العملية لاكتساب المهارات والخبرات المتخصصة. ورغم ما واجهه من انتقادات من بعض أفراد عائلته وأصدقائه، إلا أنه أصر على المضي قدمًا، وحقق تفوقًا لافتًا، حيث حصل على مجموع 97.5% في دراسته، مما مكنه من تحقيق حلمه بالالتحاق بكلية الهندسة.
اختراع قد يغير عالم الاتصالات
لم يتوقف طموح أحمد عند مجرد التفوق الأكاديمي، بل سعى لترك بصمته في عالم الابتكار. ابتكر جهازًا فريدًا لشحن الهواتف المحمولة بالطاقة الشمسية، وهو عبارة عن “باور بانك عمومي” يعمل بنظام الدفع بالعملة. الجهاز مزود بخزانات صغيرة، وعند الحاجة إلى شحن الهاتف، يمكن للمستخدم إدخال عملة بقيمة جنيه واحد ليحصل على 25 دقيقة من الشحن.
جاءت فكرة الاختراع عندما واجه أحمد موقفًا شخصيًا بعد انتهاء امتحانات الدبلوم الفني، إذ كان بحاجة للاتصال بوالديه لكنه وجد هاتفه فارغًا من الشحن، ولم يجد مكانًا قريبًا لتوصيله بالكهرباء. هذه اللحظة ألهمته للبحث عن حل عملي لمشكلة يعاني منها الكثيرون.
النجاحات والجوائز العلمية
لم يكن الابتكار مجرد فكرة نظرية، بل اجتهد أحمد على تطويره لمدة شهر، وشارك به في عدة مسابقات علمية محلية ودولية، محققًا إنجازات متميزة، من بينها:
- المركز السابع في برنامج دعم وإصلاح التعليم الفني من بين 1400 مشروع ابتكاري.
- المركز الأول في إحدى المسابقات العلمية الكبرى.
- المركز الأول في معرض القاهرة الدولي للابتكار.
- تسجيل اختراعه رسميًا في أكاديمية البحث العلمي عام 2016.
رؤية مستقبلية وطموحات بلا حدود
إيمانًا منه بأهمية المساهمة في بناء الوطن، أعلن أحمد سامي الشريف أنه سيتبرع بأول جهاز يتم إنتاجه رسميًا لصندوق “تحيا مصر”، كما يعمل حاليًا على تطوير الجهاز ليشمل خدمات إضافية مثل:
- توفير الإنترنت المجاني للمستخدمين.
- الشحن الفوري دون الحاجة إلى كابلات.
- إضافة تقنيات لقياس ضغط الدم وسرعة ضربات القلب، مما يجعله جهازًا متعدد الوظائف.