يعد التوتر أثناء فترة الامتحانات من أكثر التحديات النفسية التي تؤثر على الطلاب، حيث يمكن أن يعيق تركيزهم ويضعف قدرتهم على استرجاع المعلومات، بل وقد يؤثر على صحتهم العامة، ولا يقتصر الأمر على مجرد شعور بالقلق، بل هو حالة نفسية معقدة تؤدي إلى مشكلات أكاديمية واضحة.
كيف يؤثر التوتر على الدماغ؟
يعاني العديد من الطلاب من قلق شديد قبل وأثناء الامتحانات، مما يجعلهم يشعرون وكأنهم قد نسوا كل ما درسوه، رغم ساعات المذاكرة الطويلة، السبب في ذلك يعود إلى ارتفاع مستويات بعض الهرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، التي تفرز استجابة للضغط النفسي، يؤدي ذلك إلى أعراض جسدية وعقلية مثل:
- تسارع ضربات القلب
- الشعور بالغثيان
- فقدان القدرة على استرجاع المعلومات
في الواقع، القلق يؤثر على الدماغ بشكل يمنع الوصول السلس إلى المعلومات المخزنة، حيث يتم تشويش كل من الذاكرة قصيرة المدى وطويلة المدى، مما يؤدي إلى ضعف الأداء الأكاديمي.
الأفكار السلبية ودورها في زيادة التوتر
إلى جانب التأثيرات الجسدية، يعاني الطلاب من أفكار سلبية مثل الشك في قدراتهم والخوف من الفشل، مما يزيد من التوتر ويخلق دائرة مفرغة من القلق المستمر، هذه الحالة قد تؤدي إلى إجابات غير دقيقة أو عدم القدرة على تنظيم الأفكار بشكل صحيح أثناء الامتحان.
كيف يمكن التغلب على توتر الامتحانات؟
للتعامل مع التوتر بشكل فعال، يمكن للطلاب اتباع بعض الاستراتيجيات التي تساعدهم على تحسين تركيزهم واسترجاع المعلومات بسهولة، ومنها:
- تمارين التنفس العميق: تساعد في تهدئة الأعصاب وتقليل التوتر.
- تنظيم الوقت: إعداد جدول دراسي متوازن يمنع تراكم المواد ويقلل الضغط.
- التفكير الإيجابي: تعزيز الثقة بالنفس وتجنب القلق الزائد بشأن النتائج.
طرائف الامتحانات: عندما يسيطر القلق!
في إحدى قاعات الامتحانات، جلس طالب يحدق في ورقة الأسئلة وهو في حالة من الضياع التام، شعر وكأن عقله قد فرغ تماما من كل المعلومات التي درسها، ولم يتمكن من استرجاع أي شيء، وبعد محاولات يائسة للإجابة، كتب في كراسة الامتحان:
“أقسم بالله يا دكتور، نسيت الجدول كله، وتشابكت المعلومات في رأسي، رغم أنني حليت امتحانات سابقة ولم أتغيب عن أي محاضرة، لكن لا أعلم لماذا يحدث ذلك!”
تعكس هذه الكلمات حجم التوتر الذي يمكن أن يواجهه الطلاب أثناء الامتحانات، فقد يكون الطالب قد بذل جهدا كبيرا في المذاكرة، لكنه يجد نفسه غير قادر على استرجاع المعلومات بسبب الضغط النفسي، لذا، يعد الاستعداد النفسي واستخدام تقنيات إدارة التوتر عوامل أساسية للنجاح في الامتحانات.