مش هتعرف تجاوب صح … دكتور جامعي طرح سؤال اثناء المحاضرة”ما هي طريقة اخفاء الكرسي” وطالب واحد فقط من بين ألف طالب يُجيب اتحداك لو تعرف الحل!!!

 

في عالم الفلسفة، ليس الغرض من السؤال دائماً هو الوصول إلى إجابة واضحة أو مباشرة، بل قد يكون وسيلة لفتح آفاق جديدة للتفكير وإعادة النظر في المفاهيم التي نأخذها كمسلمات. هذا المفهوم تجسد بشكل مثالي في إحدى المحاضرات الجامعية، حين طرح أستاذ الفلسفة سؤالاً بسيطاً ظاهرياً ولكنه كان محملاً بدلالات عميقة: “كيف يمكن إخفاء الكرسي؟”.

السؤال الذي أربك الجميع

عندما طرح الأستاذ سؤاله، بدأ الطلاب في تقديم إجابات متنوعة، تراوحت بين العملية والخيالية. اقترح بعضهم تغطية الكرسي ببطانية، أو وضعه في زاوية مظلمة، فيما ذهب آخرون إلى أفكار أكثر إبداعاً مثل إخفائه داخل خزانة أو حتى استخدام التكنولوجيا المتقدمة أو السحر. كان الجميع يحاول تقديم حلول ملموسة، إلى أن جاء طالب بإجابة غير متوقعة.

الإجابة التي قلبت الموازين: “أي كرسي تقصد يا دكتور؟”

وقف أحد الطلاب وأجاب بهدوء: “أي كرسي تقصد يا دكتور؟”
قد تبدو هذه العبارة استفساراً بسيطاً للوهلة الأولى، لكنها في جوهرها تعبير عن تساؤل فلسفي عميق يتناول مفهوم “الكرسي” ذاته. هذا السؤال لم يكن مجرد طلب لتحديد الكرسي المعني، بل كان بمثابة تشكيك في افتراضاتنا حول الأشياء التي نعتبرها بديهية.

فلسفة السؤال: ما هو “الكرسي”؟

إجابة الطالب ألقت الضوء على جوهر الفلسفة: التشكيك وإعادة تعريف المفاهيم. هل الكرسي هو مجرد كائن مادي بخصائص محددة يمكن رؤيتها ولمسها؟ أم أنه مفهوم ذهني، يعتمد وجوده على إدراكنا له؟

هذا التساؤل يعيدنا إلى أفكار فلسفية عميقة، مثل تلك التي طرحها رينيه ديكارت حول الشك المنهجي، أو أفلاطون في نظرية المثل، حيث يُعتبر كل شيء مادي تجسيداً لفكرة أو نموذج مثالي. إذا كان الكرسي مجرد فكرة، فهل يمكن إخفاؤه فعلاً، أم يكفي أن نغير الطريقة التي نفكر بها فيه حتى “يختفي” من وعينا؟

التأمل في طبيعة الواقع

هذا السؤال أيضاً يتناول فكرة أعمق حول طبيعة الواقع: هل ما نراه ونلمسه هو الحقيقة المطلقة؟ أم أن الواقع ذاته قابل للتغيير والتأويل بحسب إدراكنا له؟ في هذا السياق، يصبح “إخفاء الكرسي” ليس مجرد عملية مادية، بل عملية ذهنية تتعلق بكيفية إدراكنا للعالم من حولنا.

دعوة للتفكير النقدي

ما فعله هذا الطالب لم يكن مجرد رد ذكي، بل كان دعوة للتفكير النقدي وإعادة النظر في المفاهيم اليومية التي نأخذها كأمور مسلم بها. من خلال استجواب ماهية “الكرسي”، فتح الباب أمام نقاش أعمق حول كيفية تعاملنا مع الواقع وكيف نحدد ما هو موجود فعلاً.

الخاتمة: السؤال الذي يكشف عن عمق الفلسفة

في النهاية، لم يكن الهدف من سؤال الأستاذ هو إيجاد طريقة فعلية لإخفاء الكرسي، بل كان الغرض هو دفع الطلاب إلى التفكير خارج حدود الإجابات التقليدية. إجابة الطالب: “أي كرسي تقصد؟” كانت تذكيراً قوياً بأن الفلسفة لا تتعلق دائماً بإيجاد الحلول، بل بإثارة الأسئلة التي تدفعنا للتشكيك فيما نظنه بديهياً، وتوسيع مداركنا لفهم العالم من زوايا جديدة.