في الآونة الأخيرة، ظهرت مشكلة متزايدة بين الطلاب تتعلق بتراجع الجدية في المذاكرة والامتحانات. بالرغم من أن الدراسة تعتبر جزءًا أساسيًا من حياة الطالب وتؤثر بشكل مباشر على مستقبله، إلا أن العديد منهم يعرضون تجاهلاً واضحًا لهذه الفترة المهمة. هذا التهاون لا يتوقف عند تأجيل المذاكرة أو إهمال دراستهم فحسب، بل يمتد إلى تجاوز أدنى معايير الجدية في الإجابة عن الأسئلة أثناء الامتحانات.
تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة الإستهتار في الامتحانات أصبحت أكثر وضوحًا، حيث يعمد بعض الطلاب إلى تقديم إجابات غير دقيقة أو تفتقر إلى أي علاقة بالسؤال المطروح. والأغرب من ذلك، هي المحاولات التي يستخدمها البعض للتأثير على المصححين بأساليب غير لائقة، مثل كتابة تعبيرات استعطافية أو مؤثرة في محاولة للحصول على درجات النجاح دون بذل جهد حقيقي أو تحضير كافٍ. من أمثلة هذه العبارات: “كنت مريضًا”، “أنا في حاجة للنجاح”، وهي عبارات تستخدم كوسيلة للضغط على المصحح بعيدًا عن الاعتماد على الأداء الأكاديمي.
هل هذه الظاهرة مضحكة أم مقلقة؟
في البداية، قد تبدو هذه التصرفات غريبة أو حتى طريفة للبعض، لكنها تحمل في طياتها أزمة حقيقية. تظهر هذه التصرفات ضعف تقدير البعض لأهمية العملية التعليمية وضرورتها في بناء الشخصيات المستقبلية. فالاستهتار في الدراسة والامتحانات لا يتوقف عند حد الدرجات، بل يمتد ليؤثر على شخصية الطالب وقدرته على تحمل المسؤولية والتعامل مع التحديات في الحياة العملية والاجتماعية.
إجابات غريبة في الامتحانات: أبرز الأمثلة
قد يتفاجأ الكثيرون عندما يشاهدون بعض إجابات الطلاب في الامتحانات، مثل تلك التي كتبها أحد الطلاب في ورقة الامتحان، حيث كتب: “أرجو الحصول على درجة النجاح، وهي عشر درجات، وشكرًا لحضرتكم، وآسف على الإطالة”. هذا النوع من الإجابات يعكس استهتارًا واضحًا في التعامل مع الامتحانات، حيث يظهر الطالب وكأنه يحاول استخدام كلمات استعطافية بدلاً من تقديم إجابة علمية دقيقة. من المؤكد أن هذا التصرف يطرح العديد من الأسئلة حول مدى جدية التحضير والإلمام بالموضوع، ويعكس غياب الوعي لدى بعض الطلاب بأهمية التحصيل العلمي والجهد المطلوب.
ما الأسباب وراء هذا الاستهتار؟
تعود هذه الظاهرة إلى عدة عوامل قد تتداخل في التأثير على سلوك الطلاب. أولاً، قد يكون السبب في ذلك هو ضغوط الحياة الدراسية وتراكم المهام المرهقة، مما يؤدي إلى حالة من الاستسلام لعدم القدرة على المواكبة. ثانياً، قد يعود هذا الاستهتار إلى غياب الوعي الحقيقي من بعض الطلاب لأهمية الدراسة وتأثيرها على مستقبلهم، خاصة في ظل غياب توجيه مناسب من قبل المعلمين أو الأهل.