تُعد التونة من الأطعمة المفضلة عالميًا، بفضل سهولة تحضيرها وفوائدها الصحية المتعددة، مثل احتوائها على نسبة عالية من البروتين وأحماض أوميغا-3 الدهنية المفيدة. ومع ذلك، أظهرت تقارير صحية حديثة مخاوف متزايدة بشأن وجود مستويات مرتفعة من الزئبق في بعض أنواع التونة المعلبة، وهو معدن سام يمكن أن يشكل خطرًا على الصحة العامة عند استهلاكه بكميات كبيرة. هذه المخاوف أثارت تساؤلات حول مدى سلامة هذا المنتج واسع الانتشار في الأسواق لحد من مخاطر الزئبق في التونة المعلبة، يمكن اعتماد تقنيات صيد أكثر استدامة تساهم في تقليل تلوث الأسماك. بالإضافة إلى ذلك، فإن مراقبة مستويات الزئبق في الأسماك البحرية بشكل منتظم ودقيق تلعب دورًا مهمًا في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بتناول الأطعمة البحرية الملوثة.
الزئبق في التونة
أظهرت دراسات حديثة أجرتها منظمات مثل “فوود واتش” و”بلوم” أن العديد من أنواع التونة المعلبة تحتوي على مستويات غير آمنة من الزئبق، تم جمع عينات من أكثر من 150 علبة تونة في دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكشفت النتائج عن وجود الزئبق في جميع العينات التي تم اختبارها، من المثير للقلق أن 57% من هذه العينات احتوت على زئبق بكميات تجاوزت الحد المسموح به من قبل السلطات الصحية الأوروبية، في واحدة من الحالات كانت العلبة تحتوي على 13 ضعفا من المستوى الآمن للزئبق وهو ما يعكس حجم الخطر الذي قد يتعرض له المستهلكون جراء استهلاك هذه المنتجات.
تأثير الزئبق على الصحة
التعرض لمستويات مرتفعة من الزئبق قد يتسبب في مجموعة من المشكلات الصحية الخطيرة، أولا يؤثر الزئبق بشكل سلبي على الدماغ والجهاز العصبي حيث يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات عقلية مثل ضعف الذاكرة وفقدان التركيز، كما يتسبب في مشاكل حركية قد تتضمن صعوبة في التنسيق الحركي، علاوة على ذلك تشير الدراسات إلى أن الزئبق يمكن أن يسبب تلفا في الرئتين مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس، أما على المدى الطويل فإن التعرض المستمر للزئبق يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية فضلا عن ارتباطه ببعض أنواع السرطان، النساء الحوامل والأطفال هم الأكثر عرضة للخطر حيث قد يؤثر الزئبق على نمو الدماغ والجهاز العصبي لدى الأطفال ما يسبب تأخرا في النمو العقلي أو حتى عيوبا خلقية.
كيفية تجنب مخاطر الزئبق والتوصيات الصحية
في ظل هذه المخاطر يجب على المستهلكين اتخاذ خطوات لتجنب التعرض الزائد للزئبق، أولا يوصي الخبراء بضرورة التنوع في مصادر الغذاء البحري، في حين أن التونة تعتبر خيارا شائعا يمكن استبدالها بأنواع أخرى من الأسماك التي تحتوي على مستويات أقل من الزئبق مثل السلمون، ثانيا يجب على الحكومات والمؤسسات الصحية في جميع أنحاء العالم إعادة تقييم معايير الحد الأقصى للزئبق في منتجات الأسماك المعلبة وتطبيق قوانين أكثر صرامة لضمان سلامة المنتجات الغذائية المباعة في الأسواق، بالإضافة إلى ذلك من المهم تعزيز حملات التوعية الصحية خاصة بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة للخطر مثل النساء الحوامل والأطفال حول مخاطر تناول التونة الملوثة بالزئبق.