في أحد الامتحانات، كتبت طالبة على ورقتها: “نجحني فضلًا وليس أمرًا”، في محاولة واضحة للاستعطاف والتأثير على المصحح. لم تكن هذه الإجابة فقط محاولة يائسة للحصول على درجات، بل كانت أيضًا تحاول التخفيف من شدة الأسئلة الصعبة بطابع فكاهي قد يثير الضحك. لكن المفاجأة كانت في رد فعل المصحح، الذي أصابه الذهول من الجرأة والابتكار في هذه المحاولة الغريبة. أصبح المصحح في حالة من الحيرة، متسائلًا إن كانت هذه الإجابة تعكس مستوى تفكير الطالبات أم أنها تعبير عن يأسٍ فكري، مما دفعه للتفكير جديًا في اعتزال مهنة التدريس. فقد كانت تلك اللحظة بمثابة اختبار لقدرته على التحمل وصبره في مواجهة تصرفات قد تبدو بعيدة كل البعد عن الجدية.
حيث تبقى هذه الحكاية تذكيرًا بأن بعض التصرفات، رغم غرابتها، يمكن أن تترك تأثيرًا كبيرًا على من حولنا. فقد تكون محاولة يائسة لتحقيق النجاح، لكنها قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة وتفتح أفقًا للتفكير حول العلاقة بين الطالب والمصحح ومدى تأثير الظروف على طريقة التفاعل مع الامتحانات.