في خطوة غير مسبوقة اكتشفت مصر واحدًا من أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم وهو حقل “ظهر” والذي يحتوي على احتياطيات تقدر بـ 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز مما يجعله الأكبر في البحر المتوسط وهذا الاكتشاف قلب موازين الطاقة في المنطقة وأعاد مصر بقوة إلى سوق تصدير الغاز مما أثار قلق كبرى الدول الصناعية مثل أمريكا وفرنسا التي تخشى من فقدان نفوذها في سوق الطاقة العالمي ، فكيف تم هذا الاكتشاف؟ وما تأثيره على الاقتصاد المصري وأسواق الطاقة الدولية.
حقل ظهر نقطة تحول في قطاع الطاقة المصري
يعتبر حقل ظهر نقطة تحول رئيسية في مسيرة مصر نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي ، حيث كان لهذا الحقل دور أساسي في إنهاء سنوات من استيراد الغاز وتحويل مصر إلى مُصدر رئيسي للطاقة وبدأت القصة بعد قيام مصر بترسيم حدودها البحرية مع قبرص مما فتح المجال لعمليات التنقيب عن الغاز في المناطق الاقتصادية المصرية وطرحت الحكومة المصرية مزايدة عالمية وفازت بها شركة “إيني” الإيطالية التي بدأت عمليات الحفر في عام 2015 وفي أغسطس من نفس العام وأعلنت الشركة عن اكتشاف الحقل العملاق الذي يمتد على مساحة 100 كيلومتر مربع على بعد 190 كيلومترًا من سواحل بورسعيد.
أرقام قياسية لحقل ظهر
تبلغ احتياطيات الحقل 30 تريليون قدم مكعبة ما يعادل 5.4 مليار برميل نفط مكافئ ووصلت الاستثمارات في الحقل إلى أكثر من 12 مليار دولار حتى منتصف عام 2022 ويُنتج الحقل 2.7 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميًا بالإضافة إلى 5 آلاف برميل من المكثفات يوميًا ويُمثل الحقل نحو 40% من إجمالي إنتاج مصر من الغاز الطبيعي.
من لاعب مستورد إلى مصدر رئيسي للغاز
قبل اكتشاف حقل ظهر كانت مصر تعتمد بشكل كبير على استيراد الغاز الطبيعي لتلبية احتياجاتها المحلية وخاصة بعد تراجع إنتاجها في عام 2015 ولكن مع بدء الإنتاج من حقل ظهر في ديسمبر 2017 تحول الوضع رأسًا على عقب وتمكنت مصر من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في سبتمبر 2018.
تأثير حقل ظهر على الاقتصاد المصري
ساهم الحقل في رفع صادرات الغاز الطبيعي المسال ، حيث وصلت إلى 6.5 مليون طن في 2021 وهو أعلى معدل منذ 2011 ، ولم تعد مصر بحاجة لاستيراد الغاز مما وفر مليارات الدولارات التي كانت تُنفق على الاستيراد ، وأدى الاكتشاف إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى قطاع الطاقة المصري مع زيادة أنشطة التنقيب في مناطق أخرى.
كيف أثّر الحقل على سوق الطاقة العالمي
أثار اكتشاف حقل ظهر قلق العديد من الدول الكبرى خاصة أمريكا وفرنسا، حيث يمثل تحول مصر إلى مصدر رئيسي للغاز تهديدًا للمصالح الاقتصادية لهذه الدول التي تعتمد على استراتيجيات معينة للسيطرة على أسواق الطاقة العالمية ، كما أن دخول مصر بقوة إلى سوق تصدير الغاز منحها نفوذًا اقتصاديًا وجيوسياسيًا متزايدًا في المنطقة.
الشركات المستفيدة من حقل ظهر
تمتلك مصر 50% من الحقل ممثلة في الشركة القابضة للغازات الطبيعية “إيغاس” وتمتلك شركة “إيني” الإيطالية 25% من الحقل وتمتلك شركة “روسنفت” الروسية 15% وتمتلك “مبادلة” الإماراتية و”بي بي” البريطانية 5% لكل منهما.