اللغة العربية غنية بالمفردات والتراكيب اللغوية التي قد تثير الدهشة والحيرة، وأحد أكثر الأسئلة التي أربكت الكثيرين هو: ما هو جمع كلمة “إنسان” في اللغة العربية الفصحى؟ هذا السؤال تسبب في سقوط ملايين المتسابقين في برامج المسابقات، وحتى “الجن الأزرق” نفسه ربما لم يكن ليخمن الإجابة بسهولة.
الإجابات الشائعة والخاطئة
عند طرح هذا السؤال يتبادر إلى أذهان الكثيرين إجابات مثل: “إنسانيون” أو “أناس”، ولكن هذه الإجابات ليست دقيقة من الناحية اللغوية، فـ”أناس” ليست جمع “إنسان” بل هي جمع لكلمة “إنس” التي تعني البشر عمومًا، أي أنها لا تؤدي المعنى ذاته تمامًا، أما “إنسانيون”، فهي صفة تُطلق على من يتحلى بصفات الإنسانية، وليست جمعًا صحيحًا.
الإجابة الصحيحة التي لم تخطر على البال
وفقًا لقواعد اللغة العربية، فإن جمع كلمة “إنسان” هو “أناسيّ”. هذه الكلمة قد تبدو غريبة وغير مألوفة لكثير من الناس، لكنها صحيحة تمامًا في اللغة العربية الفصحى، وقد وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى:
“وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ٱبْتُلِىَ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالًۭا شَدِيدًۭا وَإِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَـٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌۭ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًۭا يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱضْرِبْ مَثَلًۭا فَٱسْتَمِعُواْ لَهُۥٓ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَابًۭا وَلَوِ ٱجْتَمَعُواْ لَهُۥ وَإِن يَسْلُبْهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيْـًۭٔا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُۥ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلْمَطْلُوبُ”.
لماذا يصعب على الكثيرين معرفة الإجابة؟
يعود السبب في صعوبة هذا السؤال إلى أن الكلمة لم تُستخدم كثيرًا في الحياة اليومية أو حتى في المناهج الدراسية الحديثة، مما جعلها شبه منسية. كما أن اللغات تتطور، وتميل الكلمات غير الشائعة إلى الاندثار أو قلة الاستخدام، في حين تظل القواعد اللغوية الأصلية ثابتة.
أهمية تعلم مفردات اللغة العربية الصحيحة
هذا السؤال يُبرز أهمية تعلم اللغة العربية الفصحى وقواعدها الصحيحة، خاصة أن الكثير من الكلمات تُستخدم بطريقة غير دقيقة في العصر الحديث، فمعرفة أصول الكلمات وجموعها الصحيحة لا تعزز فقط الثروة اللغوية للفرد، بل تساهم أيضًا في الحفاظ على اللغة العربية بصورتها الصحيحة والمتينة.