في مفاجأة أثرية جديدة، تمكنت البعثة الأثرية الفرنسية العاملة بمعابد الكرنك من الكشف عن مستوطنة صناعية متكاملة، تضم ورشًا وأفرانًا كانت تستخدمها أيادي العمال المصريين القدماء على مدار العصور المختلفة جاء هذا الاكتشاف خلال أعمال الحفائر التي تجري بالقرب من المتحف المفتوح، وذلك بعد حصول المشروع على موافقة الدكتور محمد إسماعيل، أمين المجلس الأعلى للآثار، الذي أعطى الضوء الأخضر لبدء التنقيب في تلك المنطقة خلال زيارته الأخيرة للمعبد ولا يزال العمل مستمرًا للكشف عن المزيد من تفاصيل المستوطنة، تمهيدًا للإعلان الرسمي عنها خلال الأيام المقبلة.
مستوطنة صناعية ضخمة على مساحة 2400 متر مربع
وفقًا لمصادر مطلعة بمنطقة آثار الأقصر، تمتد هذه المنطقة الصناعية على مساحة تقارب 2400 متر مربع (40 × 60 مترًا)، وربما تتسع أكثر مع استمرار أعمال الحفر وقد تم العثور على مبانٍ مشيدة من الطوب اللبن بأحجام مختلفة، يُعتقد أنها ورش صناعية كانت قائمة في محيط معابد الكرنك منذ العصر البطلمي، واستمر استخدامها خلال الحقبة البيزنطية.
اكتشاف ورش وأفران ومخازن غلال تخدم معابد الكرنك
أوضحت المصادر أن التنقيب أسفر حتى الآن عن العثور على خمسة أفران لحرق الفخار، إلى جانب عدد من مخازن الغلال المصنوعة من الفخار، ومطاحن للحبوب، وأوانٍ فخارية متنوعة، بالإضافة إلى آبار مياه مشيدة من الطوب اللبن وتشير هذه الاكتشافات إلى أن المستوطنة لم تكن مجرد ورش صناعية فحسب، بل كانت بمثابة منطقة إنتاج متكاملة تم إنشاؤها خصيصًا لخدمة معابد الكرنك.