شهدت امتحانات الثانوية العامة في السنوات الأخيرة جدلا واسعا حول أحد الأسئلة اللغوية التي حيرت الطلاب وأثارت نقاشا بين المختصين في اللغة العربية، وهو: “ما جمع كلمة حليب؟”، هذا السؤال لم يكن بالسهل، بل أوقع الكثير من الطلاب في حيرة بسبب الطبيعة اللغوية الخاصة بهذه الكلمة.
هل لـكلمة “حليب” جمع؟
كلمة “حليب” في اللغة العربية تعتبر اسما جامدا، وهي من الألفاظ التي تستخدم للإشارة إلى المادة نفسها دون الحاجة إلى جمعها، مثل “ماء” و”دقيق”، لذلك، لا يجمع “حليب” في الاستخدام العادي، بل يقال “أقداح من الحليب” أو “أنواع الحليب” عند الإشارة إلى كميات مختلفة منه.
لكن لغويا، توجد عدة آراء حول جمعها:
- يرى بعض اللغويين أن جمع “حليب” يمكن أن يكون “أحلبة”، وهو جمع نادر قليل الاستخدام.
- وهناك من يرى أن “حليبات” قد تستخدم، لكنها ليست جمعا قياسيا وإنما صياغة على وزن “تمرات” و”زيتونات”، وهي صيغة تستخدم للأشياء المعدودة لا السوائل.
لماذا أثار السؤال الجدل؟
السبب الرئيسي وراء إرباك الطلاب هو أن “حليب” من الأسماء التي تستخدم بصيغتها المفردة حتى عند الإشارة إلى كميات كبيرة منها، مما جعل تحديد جمعها أمرا غير مألوف، كما أن السؤال لم يكن من الأسئلة المتوقعة، وهو ما زاد من صعوبة الإجابة عليه.
خلاصة الجدل
بينما يرى البعض أن السؤال غير مناسب لامتحان الثانوية، يعتبره آخرون اختبارا لمدى إلمام الطلاب بخفايا اللغة العربية، في النهاية، يظل الجواب الأقرب هو أن “حليب” اسم لا يجمع غالبا، وإن كان يقال في بعض المصادر “أحلبة” أو “حليبات”، لكن الاستخدام الشائع يفضل الإشارة إليه بصيغ مثل “أنواع الحليب” أو “كميات الحليب”.
هذا السؤال يذكرنا بجمال وتعقيد اللغة العربية، حيث تمتلك العديد من الأسرار التي تجعل دراستها ممتعة ومليئة بالمفاجآت.