تتميز اللغة العربية بثراء ألفاظها وتعدد معانيها، حيث تحمل بعض الكلمات أكثر من مدلول وفقًا للسياق الذي تُستخدم فيه. ومن بين هذه الكلمات “فجر”، التي تُشير إلى بداية النهار، لكنها قد تحمل معاني أخرى مثل الانفجار والتفتح. فكيف تُجمع هذه الكلمة؟ وهل هناك جمع محدد يُستخدم في جميع الحالات؟
المعنى اللغوي لكلمة “فجر”
كلمة “فجر” مشتقة من الجذر (ف-ج-ر)، الذي يدل على الانشقاق والخروج بقوة. ولهذا، يُطلق على وقت انبثاق الضوء في الصباح اسم “الفجر”، كما ورد في القرآن الكريم:
“وَالفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ” (الفجر: 1-2).
كما أن الفعل “فجّر” يُستخدم للإشارة إلى التدفق القوي، كما في قوله تعالى:
“وفجرنا الأرض عيونًا” (القمر: 12)، مما يدل على خروج الماء بقوة.
طرق جمع كلمة “فجر”
يعتمد جمع الكلمة على معناها في السياق، إذ أن لكل معنى صيغة جمع مختلفة:
- “أفجار”: وهو جمع تكسير يُستخدم عند الإشارة إلى أوقات الفجر المختلفة في أماكن متعددة، مثل:
- “تختلف أفجار الصيف عن أفجار الشتاء في توقيتها”.
ومع ذلك، فإن هذا الجمع قليل الاستخدام.
- “تختلف أفجار الصيف عن أفجار الشتاء في توقيتها”.
- “فُجُرات”: يُستخدم أحيانًا عند الحديث عن لحظات الفجر المختلفة أو حالات التفجر، لكنه ليس شائعًا في الفصحى.
- “فُجور”: يُستخدم هذا الجمع عند الإشارة إلى السلوك الخارج عن الطريق القويم، كما في قوله تعالى:
“بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ” (القيامة: 5)، لكنه لا يدل على الفجر كوقت من اليوم.
لماذا لا يُجمع “فجر” غالبًا؟
في الاستخدام اليومي، نادرًا ما تُجمع كلمة “فجر” لأنها تُشير إلى وقت معين يتكرر يوميًا، مما يجعل الحاجة إلى جمعها قليلة. وبدلًا من ذلك، تُستخدم تعابير مثل:
- “مواقيت الفجر” بدلًا من جمع “فجر”.
- “أنوار الفجر” عند الحديث عن شروق الضوء.
- “لحظات الفجر” للإشارة إلى تطور الإضاءة في بداية اليوم.
كلمة “فجر” تُجمع بصيغ مختلفة حسب المعنى، حيث يُستخدم “أفجار” عند الحديث عن أوقات الفجر المختلفة، بينما يُستخدم “فجور” في سياقات أخرى مثل الإشارة إلى الانحراف الأخلاقي. ومع ذلك، فإن اللغة العربية غالبًا ما تبقي على الكلمة بصيغة المفرد، نظرًا لطبيعة معناها المرتبط بزمن محدد يتكرر يوميًا. وهذا يعكس مرونة اللغة وقدرتها على التعبير بدقة عن المفاهيم المختلفة.