عندما يُذكر اسم اللصوص، تتبادر إلى الأذهان صور الفوضى والخسائر، حيث تترك السرقات وراءها منازل مقلوبة وأصحابها في صدمة. لكن في حادثة غريبة من نوعها، شهدت إحدى المدن الصغيرة واقعة سرقة من نوع مختلف تمامًا، حيث اقتحم شخص منزلًا ليس ليسرق، بل لينظف!
اقتحام غير متوقع… والنتيجة مفاجأة!
عاد صاحب المنزل بعد يوم طويل ليجد أن شيئًا ما قد تغير، لكن ليس كما كان يتوقع. لم يكن هناك باب مكسور، ولا أثاث مبعثر، بل كان المكان في غاية الترتيب! الأرضيات نظيفة، الأطباق مغسولة، الملابس مطوية بعناية، وحتى الغرف مرتبة وكأن مختصًا في التنظيف قد مر من هنا.
عند مراجعة كاميرات المراقبة، كانت المفاجأة: شخص غريب دخل المنزل، لم يسرق شيئًا، بل قضى وقتًا في تنظيفه وترتيبه بعناية فائقة، وكأن الأمر مهمة شخصية له.
ما الدافع وراء هذه “الجريمة النظيفة”؟
بعد القبض على الفاعل، اكتشفت الشرطة أنه لم يكن لصًا بالمعنى التقليدي، بل شخصًا يعاني من اضطراب نفسي يُعرف باسم “اضطراب الترتيب والتنظيف القهري”. يدفع هذا الاضطراب المصاب به إلى تنظيف وترتيب أي مكان يشعر بأنه فوضوي، حتى لو لم يكن يملكه!
ردود الفعل بين الذهول والطرافة
لم يكن صاحب المنزل غاضبًا بقدر ما كان مندهشًا، حتى أنه علق ساخرًا: “لو كنت أعلم أن هناك لصوصًا ينظفون بدلًا من أن يسرقوا، لكنت تركت المفتاح لهم!”
أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد انتشرت القصة بسرعة، وتحولت إلى موضوع للنقاش والضحك. بعض التعليقات طالبت بعدم معاقبته بل توظيفه في شركة تنظيف، بينما تساءل آخرون: “هل يمكننا تقديم عناوين منازلنا لهذا اللص؟”
الشرطة: “جريمة تبقى جريمة”
رغم الطرافة التي أحاطت بالقضية، أكدت الشرطة أن اقتحام المنازل دون إذن يعد جريمة، حتى لو لم يكن الهدف السرقة. وأوضحت أنه سيتم التعامل مع القضية وفقًا للقانون، مع مراعاة الحالة النفسية للفاعل.
بين القانون والإنسانية
تسلط هذه القصة الضوء على جانب مختلف من القضايا الجنائية، حيث تختلط الجريمة بعوامل نفسية تحتاج إلى تفهّم. قد لا يكون “لص التنظيف” لصًا بالمفهوم التقليدي، لكنه بالتأكيد شخص يحتاج إلى مساعدة أكثر من العقاب.