في خطوة غير مسبوقة، أعلنت مصر عن اكتشاف حقل غاز ضخم في منطقة غرب دلتا النيل، يُتوقع أن يُحدث تحولًا جذريًا في قطاع الطاقة على المستويين الإقليمي والعالمي. الحقل الجديد، الذي أُطلق عليه اسم “ريفيين”، يُعتبر الأكبر في تاريخ مصر، ومن المتوقع أن يُعيد تشكيل التوازنات الاقتصادية في المنطقة، مما قد يؤدي إلى منافسة حقيقية مع الدول الكبرى المنتجة للطاقة مثل السعودية وقطر.
تُعد منطقة البحر المتوسط المصدر الرئيسي لإنتاج الغاز الطبيعي في مصر، حيث تمثل حوالي 62% من إجمالي الإنتاج، تليها دلتا النيل بنسبة 19%، ثم الصحراء الغربية بنسبة 18%. يُذكر أن حقل “ظهر”، الذي اكتُشف في عام 2015، كان يُعتبر سابقًا أكبر حقل غاز في مصر، بقدرة إنتاجية تصل إلى 2.7 مليار قدم مكعب يوميًا في أغسطس 2019. ومع ذلك، يُتوقع أن يتفوق حقل “ريفيين” الجديد على “ظهر” من حيث الحجم والإنتاجية، مما سيعزز مكانة مصر كدولة محورية في سوق الطاقة العالمي.
هذا الاكتشاف يُبرز التزام مصر بتطوير قطاع الطاقة واستغلال مواردها الطبيعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز اقتصادها الوطني.
.
حقل “ريفيين”
يعتبر حقل “ريفيين” من الاكتشافات البارزة التي تفتح أمام مصر أفقا جديدا للتنمية الاقتصادية يقع هذا الحقل في غرب دلتا النيل، وقد بدأت شركة “بي بي” البريطانية بالتعاون مع وزارة البترول المصرية عمليات التنقيب في المنطقة منذ عدة سنوات ومن المتوقع أن ينتج هذا الحقل ملايين البراميل من النفط يوميا، مما يعزز من قدرة مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي ويتيح فرصا كبيرة للاعتماد على الطاقة المحلية.
الأبعاد الاقتصادية لحقل “ريفيين”
من الناحية الاقتصادية يعد حقل “ريفيين” فرصة كبيرة لمصر لتقليل اعتمادها على استيراد الغاز الطبيعي بزيادة الإنتاج المحلي، ستستطيع مصر خفض التكاليف المرتبطة بشراء الغاز من الخارج مما يساعد في تحسين ميزان المدفوعات وتعزيز الاستقرار المالي وتعتبر هذه الخطوة واحدة من أهم إنجازات الحكومة المصرية في جهودها لتطوير قطاع الطاقة وتحقيق الاستقلال الطاقي.
تأثير الاكتشاف على الدول المنتجة للطاقة التقليدية
يعتبر هذا الاكتشاف تغييرا جذريا في قطاع الطاقة في المنطقة، حيث يساهم في تحقيق التوازن بين الدول المنتجة للطاقة التقليدية والدول التي تعتمد على الغاز الطبيعي كمصدر أساسي للطاقة كانت السعودية وقطر من أبرز الدول في تصدير النفط والغاز، لكن الاكتشاف الجديد في مصر قد يحدث فرقا في التوازن، حيث من المتوقع أن تستفيد مصر من الزيادة في الطلب العالمي على الغاز الطبيعي.
حقل “ريفيين” وفرص الاستثمار الجديدة
رغم التحديات التي قد تواجهها الدول المنتجة للطاقة التقليدية، إلا أن الاكتشافات المصرية تتيح فرصا اقتصادية جديدة من المتوقع أن يرتفع تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر في قطاع الطاقة، مما سيكون له تأثير إيجابي على النمو الاقتصادي ومع تطوير الحقول الجديدة ستظهر فرص عمل جديدة وستعزز البنية التحتية في البلاد.