في كشف أثري مثير، أعلن فريق من علماء الآثار عن العثور على مجموعة من الأحجار المنقوشة بلغة فرعونية قديمة تحت قاع نهر النيل. يُعد هذا الاكتشاف من بين الأهم في العقود الأخيرة، إذ يفتح الباب أمام إعادة دراسة الحضارة المصرية القديمة من منظور جديد، ويلقي الضوء على أسرار لم تكن معروفة من قبل.
رحلة الاكتشاف تحت المياه
بدأت القصة عندما رصدت فرق المسح الأثري إشارات غير معتادة أثناء استخدام تقنيات السونار في إحدى المناطق القريبة من مدينة الأقصر. وبعد عمليات غوص دقيقة، تم العثور على مجموعة من الأحجار الضخمة المنقوشة، والتي كانت مغمورة تحت الرواسب النيلية لقرون طويلة.
الدكتور نبيل مراد، عالم المصريات وأحد قادة البعثة، صرح قائلاً:
“عندما رأينا النقوش للمرة الأولى، أدركنا أننا أمام شيء غير مألوف. الأحجار لم تكن مجرد بقايا معبد أو مبنى قديم، بل تحمل نقوشًا غامضة تشير إلى أحداث لم توثق في السجلات التاريخية المعروفة.”
ما الذي تقوله النقوش؟
بعد تحليل أولي للنقوش، تبيّن أنها مكتوبة بلغة فرعونية قديمة تختلف في بعض جوانبها عن النصوص الهيروغليفية التقليدية. استخدم العلماء تقنية التصوير الطيفي لتحليل الأحرف، وتمكنوا من فك جزء من النص، الذي يشير إلى “مكان مقدس مخفي تحت مياه الإله العظيم”.
تشير التفسيرات الأولية إلى أن الأحجار ربما تكون جزءًا من نصب تذكاري أو معبد غارق كان له دور ديني مهم في العصور الفرعونية. بعض الفرضيات تقترح أن هذا الاكتشاف قد يكون مرتبطًا بأسطورة نيلية قديمة تتحدث عن مدينة مفقودة غمرتها المياه في عهد أحد الفراعنة المجهولين.
تحديات البحث والتفسير
يواجه العلماء تحديات كبيرة في تحليل هذه الأحجار، خاصة بسبب التآكل الذي تعرضت له النقوش بفعل تيارات النيل والرواسب الطينية. لكن باستخدام تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد وتحليل الذكاء الاصطناعي، يأمل الخبراء في إعادة بناء النصوص المفقودة وفهم القصة الكاملة وراء هذا الاكتشاف الفريد.
ما أهمية هذا الاكتشاف؟
يُعتبر هذا الاكتشاف إضافة قيّمة للمعرفة التاريخية عن مصر القديمة، إذ يمكن أن يعيد تشكيل فهمنا لطبيعة الحياة الدينية والطقوس التي مارسها المصريون القدماء في علاقتهم مع نهر النيل. كما يفتح المجال أمام مزيد من الأبحاث حول المواقع الأثرية الغارقة التي قد تكشف عن جوانب غير معروفة من الحضارة الفرعونية.
في النهاية، يظل نهر النيل حاملًا لأسرار حضارات مضت، ولا شك أن هذا الاكتشاف الجديد سيحظى بمزيد من الدراسات والتحقيقات في السنوات القادمة، ليكشف لنا عن المزيد من خبايا الماضي.