يعاني الكثير من الأشخاص المصابين بـ الصداع النصفي من زيادة في حدة النوبات وتكرارها خلال شهر رمضان، مما قد يؤثر على قدرتهم على الصيام، ويتسبب الصداع النصفي في ألم حاد بالرأس، غثيان، تقيؤ، وتقلبات مزاجية، مما يجعل الصيام تحديًا إضافيًا، ومع اقتراب الشهر الكريم، يبدأ البعض في القلق من تأثير تغير النظام الغذائي على نوبات الصداع، وهو ما قد يدفع بعض المرضى إلى الامتناع عن الصيام.
لماذا يزداد الصداع النصفي في رمضان؟
وفقًا لاستشاري جراحة الدماغ والأعصاب أحمد التميمي، فإن احتمالات الإصابة بنوبات الصداع النصفي تتزايد خلال الصيام بسبب عدة عوامل، من أبرزها:
- الامتناع المفاجئ عن الكافيين، مما يؤدي إلى أعراض انسحابية تزيد من شدة الصداع.
- نقص الترطيب الناتج عن قلة شرب الماء خلال اليوم.
- التغيرات في أوقات الوجبات والنوم، مما يؤثر على استقرار مستوى السكر في الدم ويحفز النوبات.
نصائح غذائية لتقليل نوبات الصداع النصفي في رمضان
توصي أخصائية التغذية العلاجية فاتن النشاش بعدة استراتيجيات يمكن اتباعها قبل وخلال رمضان للحد من حدة نوبات الصداع، ومنها:
- التقليل التدريجي لاستهلاك الكافيين قبل رمضان لتجنب الأعراض الانسحابية.
- شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور للحفاظ على ترطيب الجسم.
- تأخير موعد تناول القهوة في الأيام التي تسبق رمضان لتهيئة الجسم على التأقلم مع الصيام.
- تقليل تناول السكريات والوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية للحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم.
- تحسين جودة النوم لضمان راحة كافية للجسم وتقليل التحفيز العصبي الذي قد يؤدي إلى الصداع.
أطعمة تساعد في تخفيف نوبات الصداع النصفي
لضمان صيام صحي وتقليل احتمالية حدوث نوبات الصداع، يُفضل تضمين الأطعمة التالية في وجبتي الإفطار والسحور:
- أطعمة غنية بالمغنيسيوم مثل الخضراوات الورقية الداكنة، حيث يساعد المغنيسيوم على استرخاء الأوعية الدموية.
- الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية الصحية مثل الأسماك، التي تساعد في تقليل الالتهابات وتحسين صحة الدماغ.
- النشويات المعقدة مثل الخبز الأسمر، الشوفان، والفول، حيث تعمل على إمداد الجسم بالطاقة بشكل تدريجي دون ارتفاع مفاجئ في السكر.
- الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل التمر والموز، والتي تساعد في تقليل التشنجات العضلية وتحسين الدورة الدموية.
متى يجب استشارة الطبيب؟
تختلف قدرة الصائمين على تحمل الصداع النصفي حسب شدته وتكراره. في الحالات البسيطة، يمكن للمرضى التحكم بالألم من خلال النظام الغذائي وتنظيم النوم، أما في الحالات الشديدة، وخاصة عند حدوث نوبات متكررة مع قيء مستمر، فقد يحتاج المريض إلى تناول السوائل والأدوية، وهنا يفضل مراجعة الطبيب لتقييم إمكانية الصيام من عدمه.
التحكم في الصداع النصفي خلال الصيام
يمكن لمرضى الصداع النصفي الصيام دون مشاكل عند اتباع نظام غذائي متوازن والحفاظ على عادات صحية مناسبة، ومع التحضير الجيد والتكيف التدريجي مع التغيرات الغذائية، يمكن تقليل حدة النوبات وتحسين جودة الحياة خلال الشهر الكريم.