لطالما كان الخوف من الماء سمة مميزة لمعظم القطط، ويثير هذا السلوك العديد من الأسئلة بين محبي هذه الحيوانات الأليفة يعتقد البعض أن القطط تتجنب الماء لأسباب غير مبررة، ولكن الأبحاث العلمية والتاريخية توضح سبب هذا التصرف يعود الخوف من الماء إلى تطور القطط في بيئات جافة وصحراوية، حيث كان الماء والمسطحات المائية لا يمثلون جزءا من حياتها الطبيعية لذلك، تطورت القطط لتكون بعيدة عن مصادر المياه لتجنب المخاطر المحتملة التي قد تهدد حياتها.
الأسباب البيئية لتجنب القطط للماء
تتعلق قدرة القطط على التكيف مع بيئاتها الطبيعية بالتاريخ البيئي لهذه الحيوانات القطط البرية التي نشأت في الصحارى والمناطق الجافة لم تكن بحاجة للماء كجزء من حياتها اليومية، حيث كانت تبتعد عن الأنهار أو المسطحات المائية لحماية نفسها من المخاطر مثل الأعداء أو الطين الذي قد يعوق حركتها هذا السلوك الوراثي، الذي يهدف إلى الحفاظ على حياتها، استمر في القطط المنزلية عبر الأجيال، حتى وإن كانت تعيش في بيئات مختلفة.
التأثير الجسدي والنفسي للماء على القطط
عند تعرض القطط للماء، غالبا ما تشعر بالانزعاج والضيق بسبب تأثيرات الماء على فرائها الكثيف الفراء الذي يعمل كحاجز للحماية من البرد والجفاف يصبح ثقيلا عندما يتبلل، مما يعيق حركة القطط ويجعلها تشعر بالارتباك إضافة إلى ذلك، القطط لا تمتلك آلية فعالة لتجفيف نفسها بعد تعرضها للماء، مما يزيد من توترها ويجعلها أكثر خوفا علاوة على ذلك، يمكن أن تساهم التجارب السلبية السابقة مع الماء في تعزيز هذا الخوف لدى القطط، مما يجعلها أكثر تجنبا له.
السلالات التي قد تتجاوز خوفها من الماء
رغم أن خوف القطط من الماء سلوك شائع في معظم السلالات، هناك بعض الأنواع التي يمكنها التكيف بشكل أفضل مع وجود الماء على سبيل المثال، القطط من سلالات مثل “ماين كون” و”فان التركية” أظهرت قدرة أكبر على التفاعل مع الماء يرجع هذا إلى أن هذه السلالات نشأت في بيئات بها مسطحات مائية مثل البحيرات أو الأنهار، مما جعلها أكثر تقبلا للماء كما أن فراء هذه السلالات يتمتع بخصائص مقاومة للماء، مما يساعدها على التعامل مع الماء بشكل أفضل دون الشعور بعدم الراحة.