من المكان الذي يرقد به الفراعنة داخل مختلف المقابر والمعابد تخرج روائح مختلفة فريدة من نوعها ومميزة وهي رائحة “المومياوات المصرية” والتي تُسلط الضوء على الحضارة المصرية العريقة وتزيد رغبة الجميع في اكتشاف أسرار عملية التحنيط التي تعتبر طقوس ذات أهمية بالغة عند المصريين القدماء فضلًا عن معرفة المكونات المستخدمة في التحنيط.
الدراسة الاولى من نوعها حول رائحة المومياوات
تبعًا للبحث الذي نشرته “دورية الجامعة ذات الجنسية الأمريكية” أنه منذ سنوات طويلة تُعرف الرائحة الخاصة بـ المومياوات المصرية التي ترجع إلى آلاف السنوات بأنها “رائحة خشب” أو “حارة” أو”حلوة”، وقام بعض الباحثون بإجراء تحليل دقيق لـ9 مومياوات متواجدات داخل “المتحف المصري” الواقع بالقاهرة غالبيتها يعودون إلى الألفية الأولى والثانية قبل الميلاد، وذلك بالاعتماد على تقنيات حديثة وأجهزة استشعار دقيقة.
وتحدث البروفيسور “متيجا سترليتش” بصفته باحثُا أساسيًا منخرطًا في الدراسة أن رائحة الجثث كانت محل اهتمام الخبراء والمواطنون لسنوات طوال ولكن لم يُقدم أي منهم على القيام بأي دراسة حولها، وذكر أن البحث الذي يقومون به يساعدهم بشكل رئيسي في التخطيط الأفضل لعمليات الحفظ والإدراك الكبير للمواد التي كانت تُستخدم قديمًا في عمليات التحنيط وبالتالي الخروج بمعلومات هامة يمكن إضافتها على العرض الخاص بالمتحف الخاص بالجثث المحنطة.
وضمت الدراسة لجنة متخصصة في الشم الذين كانت مهمتهم تقديم وصفًا دقيقًا حول جودة الروائح ومدى قوتها وجاذبيتها فضلًا عن تحليل الجزيئات والمكونات الخاصة بها باستخدام “كروماتوجرافيا الغاز” فضلًا عن قياس الطيف الكتلي، كما عمل على تحديد إذا كانت المكونات صادرة عن مواد الحفظ أم الأحياء الدقيقة أم مبيدات الآفات.
وعلى سبيل الذكر تم وصف سبعة وثمانون بالمائة من الحالات بأنها ذات رائحة خشبية، وستة وسبعون بالمائة بأنها حارة، وخمسة وستون بالمائة ذات رائحة حلوة، وحصلت الروائح شبيهة بالبخور والروائح القديمة والفاسدة على نسبة ثلاثة وثلاثون بالمائة لكل منهما.
وكانت عملية التحنيط قديمًا تتم عبر دهن الجسم اولًا بمختلف الزيوت والمواد ذات الطبيعة الصمغية “الراتنجات” من أجل توفير الحماية للجسد طوال الحياة ومنحه الرائحة الجميلة.