من الأمور التي قد يلاحظها الكثيرون عند السفر إلى أوروبا أو عند زيارة بعض الدول الغربية، هي اختفاء البلاعات التقليدية من حمامات المنازل والفنادق وهذا الاختفاء لا يقتصر فقط على التصميمات الحديثة ولكن يبدو أنه تحول ثقافي ومعماري له جذور تاريخية وأسباب بيئية ففي هذا المقال، سنستعرض السبب الحقيقي وراء اختفاء البلاعات من حمامات الأوروبيين وكيف أن التغيير في الأنماط المعمارية والبيئية قد ساهم في هذا التحول.
البلاعات في الحمامات المعنى التقليدي والتاريخي
البلاعة هي فتحة في الأرضية تهدف إلى تصريف المياه الزائدة، وهي جزء أساسي من العديد من أنظمة السباكة التقليدية في الشرق الأوسط والدول الآسيوية. في تلك المناطق، كانت البلاعات تُستخدم بشكل رئيسي في الحمامات التقليدية أو في الأماكن التي تتطلب تصريفًا مباشرًا للمياه، مثل الحمامات العامة أو الحمامات في البيوت القديمة. وكانت البلاعة تتمتع بأهمية كبيرة، خاصة في الحمامات التي تعتمد على السباكة المتكاملة.
السبب الأول: تطور الأنظمة الصحية الحديثة
مع تقدم تكنولوجيا السباكة والأنظمة الصحية في أوروبا، بدأ مصممو الحمامات في تحسين النظام الصحي من خلال استخدام تقنيات أكثر كفاءة. في الماضي، كانت البلاعات جزءًا من نظام تصريف المياه في الحمام، ولكن مع تطور شبكات الصرف الصحي المركزية، أصبح هناك استخدام أكبر للأنابيب والمراحيض الحديثة التي تحتوي على أنظمة تصريف مدمجة. وقد أدى ذلك إلى اختفاء الحاجة إلى البلاعات التقليدية في تصميمات الحمامات الحديثة، حيث بات تصريف المياه يتم عبر نظام متكامل بعيدًا عن الفتحات الأرضية.
السبب الثاني: الثقافة الأوروبية في النظافة والراحة
من العوامل الثقافية التي ساهمت في اختفاء البلاعات من الحمامات الأوروبية هو التركيز على الراحة والنظافة الشخصية. في العديد من دول أوروبا، أصبح الاعتماد على الدش أو البانيو هو الخيار الرئيسي للاستحمام. وبدلاً من وجود البلاعة التقليدية التي تُستخدم مع الأحواض الأرضية، تم استبدالها بتصاميم حديثة تأخذ في اعتبارها راحة المستخدم وسهولة الصيانة. لقد تطورت النظافة الشخصية في أوروبا بشكل يسمح بتجنب الحاجة إلى البلاعات، التي غالبًا ما كانت تتطلب مجهودًا أكبر في الصيانة والنظافة.