مفاجأة.. إعادة وصول مياه النيل لسيناء بعد انقطاعها منذ آلاف السنين إنجاز كبير.. وهذا المطلوب فعله هناك

وصف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة عودة مياه النيل إلى سيناء بعد انقطاع دام لآلاف السنين بأنها إنجاز عظيم، موضحا ما يجب القيام به بعد هذه الخطوة وكتب في منشور على حسابه في موقع “فيسبوك” مساء الاثنين: إنه إنجاز عظيم في إعادة تدفق مياه النيل إلى سيناء بعد انقطاع دام آلاف السنين، حيث اختفت بعض فروع نهر النيل السبعة القديمة، وكان أحدها يمتد إلى شمال غرب سيناء ويعرف باسم البيلوزي وأضاف أن مياه النيل تدفقت من خلال أنفاق تحت قناة السويس شرق بور سعيد إلى ترعة السلام (الشيخ جابر) حتى تصل إلى بئر العبد وكان من المقرر أن تستمر المياه حتى العريش، التي تبعد 80 كم شرق بئر العبد ولكن بسبب ارتفاع منسوب سطح الأرض، توقفت القناة عند بئر العبد وهناك خيار بين توسيع الامتداد شرقا نحو العريش أو جنوبا بناء على خصائص سطح الأرض.

وذكر أنه تم افتتاح محطة بحر البقر لمعالجة مياه الصرف الزراعي في 27 سبتمبر 2021 وتقع المحطة في شمال غرب سيناء، شرق بورسعيد وهي تعد واحدة من أكبر محطات معالجة مياه الصرف الزراعي في العالم بقدرة تصل إلى حوالي 5.6 مليون متر مكعب يوميا، بتكلفة استثمارية بلغت 1.2 مليار دولار في عام 2021 وأشار إلى أن مصرف بحر البقر يعتبر من أطول المصارف في العالم، حيث يمتد بطول حوالي 207 كم بدءا من القاهرة الكبرى وحتى بحيرة المنزلة، وقد تم توسيعه مؤخرا ليصل إلى شمال سيناء، مرورا بست محافظات هي القليوبية والشرقية والدقهلية والإسماعيلية وبورسعيد وشمال سيناء.

وأوضح قائلا: كان مصرف بحر البقر مخصصا سابقا للصرف الزراعي، ولكن مع تزايد عدد السكان والنمو الصناعي وزيادة كميات المياه المستخدمة والمياه العادمة الناتجة عن الزراعة والصناعة والصرف الصحي، تدهورت نوعية مياه المصرف وقد أدى هذا التلوث الكبير إلى انتقاله إلى بحيرة المنزلة، مما أثر سلبا على نوعية المياه فيها وأدى إلى تدهور الثروة السمكية وذكر أن أعمال تطوير البحيرة، مثل التطهير والتكريك وإزالة التعديات قد أعادت إليها الحياة من جديد وكان يتم إلقاء حوالي 9 ملايين متر مكعب من المياه يوميا في البحيرة وتم تحويل 5.6 مليون متر مكعب من هذه المياه عبر سحارات ترعة السلام في سيناء لمعالجتها في المحطة الجديدة، بمجموع يقارب ملياري متر مكعب سنويا تستخدم لزراعة 500 ألف فدان عبر ترعة السلام وصولا إلى بئر العبد، بعد إضافة ملياري متر مكعب أخرى من مياه النيل النقية وكان من المخطط سابقا استخدام مياه الصرف، ولكن لم يكن هناك خطة لمعالجتها بشكل ثلاثي في الوقت الحالي.

استكمل شراقي قائلا: تعتبر محطة بحر البقر، التي تم إنشاؤها في غضون عامين فقط (2019-2021)، إنجازا كبيرا في مجالات البيئة والزراعة والري تتكون المحطة من مجموعة من المشاريع تشمل 7 كباري و6 سحارات تحت قناة السويس بالإضافة إلى شق قنوات ومحطات رفع المياه، وشبكة طرق وجسور ومحطات كهرباء واستصلاح أراض ونظام ري حديث، حيث تم تنفيذ بعضها مسبقا بينما تم استكمال البقية خلال العامين الماضيين وقد بلغت جملة هذه الاستثمارات حوالي 150 مليار جنيه (بأسعار 2021) وأشار إلى أن هذه الخطوة تتيح إكمال البنية التحتية لمشروع ترعة السلام، ومن المتبقي فقط تنفيذ الزراعة حاليا، يتم زراعة حوالي 75 ألف فدان (ما يعادل حوالي 17%) من الهدف المحدد وهو 450 ألف فدان.

قد تواجه المشروع بعض العقبات، مثل القضايا الإدارية المتعلقة بكيفية توزيع أو ملكية الأراضي، بالإضافة إلى بعض المشكلات الفنية المتعلقة بزيادة ملوحة التربة، حيث إنها تقع في جزء من سهل الطينة وأنهى حديثه قائلا: ليس من الضروري إتمام المشروع الزراعي بالكامل من خلال زراعة 450 ألف فدان أو 500 ألف فدان بعد إضافة 50 ألف فدان أخرى ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان كجزء من المشروع الزراعي، نظرا للتحديات الكبيرة يكفي أن نزرع 50% أو أقل مع مواصلة الاستثمار في مجالات أخرى مثل الصناعة (كالسيارات، الأسمنت، الإلكترونيات، والأجهزة الكهربائية، وغيرها) بالإضافة إلى مشروعات سياحية ومشروعات صحية مثل المستشفيات المتخصصة والجامعات مما سيساهم في زيادة الإعمار لـ مليون مواطن على الأقل في شمال سيناء.