أعلنت هيئة التراث في المملكة العربية السعودية عن اكتشاف مذهل في موقع “الأخدود” بنجران، حيث تم العثور على رأس ثور برونزي يعود لحقب ما قبل الإسلام، بالإضافة إلى ثلاث خواتم ذهبية تحمل زخارف رائعة، ونقوش مسندية ذات دلالات تاريخية هامة. يُعتبر هذا الاكتشاف من أبرز اكتشافات التنقيب التي تكشف جوانب جديدة من تاريخ المنطقة وحضاراتها القديمة.
كنز هائل تحت رمال المملكة يخليها أغنى دولة في العالم
تم العثور على نقوش مسندية كبيرة في موقع “الأخدود”، أبرزها نقش ضخم على حجر جرانيت طوله 230 سم وعرض حروفه 32 سم، مما يجعله أطول نقش تم اكتشافه في منطقة نجران. تشير الهيئة إلى أن هذه النقوش تحمل طابعًا تذكاريًا، وكتبها شخص يُدعى “وهب إيل بن مأقن”، الذي يُحتمل أنه كان يعمل في سقاية منزله أو قصره. هذه النقوش تسلط الضوء على دور الإنسان في تلك العصور في توثيق حياته اليومية.
رأس الثور: رمز للخصوبة والقوة
من بين الاكتشافات البارزة أيضًا، تم العثور على رأس ثور مصنوع من البرونز، الذي كان يعد رمزًا للخصوبة والقوة في الممالك القديمة التي سكنت جنوب الجزيرة العربية. يعتبر الثور من أبرز الرموز في حضارات القتبانيين والمعينيين والسبئيين، حيث ارتبط لديهم بالقوة والحماية والخصوبة.
الخواتم الذهبية والآنية الفخارية
بالإضافة إلى رأس الثور، اكتشف المنقبون ثلاث خواتم ذهبية تحمل زخارف تشبه الفراشات. ما يلفت النظر أن هذه الخواتم متطابقة في الشكل والمقاس، مما قد يشير إلى أنها كانت تحمل قيمة دينية أو اجتماعية. كما تم العثور على عدد من الجرار الفخارية المتنوعة في الأحجام، بالإضافة إلى إناء خزفي يعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، ما يعزز أهمية هذا الموقع كمركز حضاري قديم.
أهمية التنقيب المستمر
يتم تنفيذ أعمال التنقيب تحت إشراف مجموعة من الخبراء السعوديين الذين يعملون على دراسة هذه الاكتشافات والتعرف على معانيها ودلالاتها التاريخية. ويعتبر هذا الاكتشاف جزءًا من جهود المملكة المستمرة لاستكشاف وتعميق فهم التاريخ والحضارات التي سكنت أراضيها.
إن استمرار عمليات التنقيب في المواقع الأثرية مثل موقع “الأخدود” يعد أمرًا بالغ الأهمية، حيث تساهم في الكشف عن كنوز تاريخية تسلط الضوء على تطور الحضارات في المنطقة. هذه الاكتشافات تشكل حجر الزاوية لفهم أعمق لماضي المملكة وأثره على تشكيل هوية الثقافة العربية في العصور القديمة.