في ظاهرة غريبة لكنها متزايدة في العصر الحديث، فوجئ أحد المعلمين خلال تصحيحه لأوراق الامتحان بإجابات طالب مكتوبة بالكامل بنظام “الفرانكو”، وهو أسلوب كتابة يعتمد على دمج الحروف اللاتينية مع الأرقام للتعبير عن الكلمات العربية، مثل “2” بدلًا من “ق” و”3″ بدلًا من “ع”. أثارت هذه الواقعة دهشة المعلمين وأثارت نقاشًا واسعًا حول تأثير التكنولوجيا على مهارات الكتابة لدى الطلاب.
كيف وصلنا إلى هذه الظاهرة؟
مع انتشار الهواتف الذكية والتواصل عبر التطبيقات الرقمية، اعتاد كثير من الشباب على استخدام “الفرانكو” في محادثاتهم اليومية، خاصة مع أصدقائهم وعبر وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن أن يتسرب هذا الأسلوب إلى الامتحانات الرسمية، فهذا مؤشر على تحول جذري في طريقة تفاعل الطلاب مع لغتهم الأم.
عند سؤال الطالب عن سبب كتابته بهذه الطريقة، أجاب ببساطة: “أنا متعود أكتب كده على الواتساب، ونسيت كيف أكتب بعض الكلمات بالعربي!”. هذا التصريح يعكس أزمة أعمق تتعلق بتراجع مستوى إجادة الكتابة باللغة العربية لدى بعض الشباب، وهو أمر يدعو للقلق.
ردود الأفعال والمخاوف
أثارت هذه الحادثة ردود فعل متباينة بين المعلمين والخبراء التربويين:
- ضعف اللغة العربية: يرى بعض المعلمين أن هذه الظاهرة تعكس إهمال الطلاب للغة العربية، مما قد يؤثر على قدراتهم اللغوية مستقبلًا.
- تأثير التكنولوجيا: يؤكد خبراء التربية أن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا وتجاهل الكتابة التقليدية يؤدي إلى تراجع مهارات التعبير اللغوي الصحيح.
- ضرورة التكيف: هناك من يرى أن اللغة تتطور مع الزمن، وأن الفرانكو يمثل مرحلة مؤقتة، لكن لا بد من وضع حدود لاستخدامه، خاصة في المجال الأكاديمي.
الحل: إعادة التوازن بين التكنولوجيا والتعليم
للتعامل مع هذه الظاهرة، يجب على المدارس اتخاذ خطوات لتعزيز اللغة العربية بين الطلاب، مثل:
- تشجيع الكتابة اليدوية في الاختبارات والواجبات المدرسية.
- تعزيز القراءة باللغة العربية لتقوية المفردات والأسلوب الكتابي.
- تنظيم حملات توعية حول مخاطر الاعتماد الزائد على “الفرانكو”.
في النهاية، لا يمكن إنكار دور التكنولوجيا في حياتنا، لكن من المهم ألا يكون ذلك على حساب لغتنا وهويتنا. فالتكنولوجيا يجب أن تكون وسيلة للتقدم، لا أداة تُضعف مهاراتنا الأساسية.