“مستقبل السعودية يتحول لذهب”.. اكتشاف ذهب نقي في السعودية بقيمة تتخطي “100 مليون دولار”.. الغرب مرعوب وبيخطط لــيه؟!!

تمثل العلا جزءاً مهماً من التراث الثقافي والطبيعي في المملكة العربية السعودية، حيث تحتضن آثارًا بيئية وأثرية تروي قصة العصر الحجري الأوسط وتحكي عن التغيرات المناخية التي مرت بها الجزيرة العربية في عصور ما قبل التاريخ. تعكس المشاريع البيئية والأثرية الحديثة التي تمت ضمن مشروع “الجزيرة العربية الخضراء”، الذي انطلق منذ عشر سنوات، تطوراً كبيراً في دراسة تاريخ المنطقة، مما يبرز دور السعودية في فهم تأثيرات المناخ على الاستيطان البشري والحياة البرية.

اكتشاف ذهب نقي في السعودية بقيمة تفوق اقتصاد أوروبا

IMG 2084

أكدت النتائج الأخيرة للمسح البيئي والأثري أن الجزيرة العربية شهدت تغيرات مناخية ملحوظة خلال عصر البلايستوسين الأوسط، حيث كانت الأجواء أكثر رطوبة مما هي عليه في الوقت الحالي. هذا التغير كان له تأثير كبير على حياة البشر الذين انتشروا في المنطقة وفي القارات الأخرى، خاصةً في فترة العصر الأشولي، حيث كانت جماعات الإنسان مرتبطة بشكل وثيق بمصادر المياه، مما يعكس الدور الحيوي الذي كانت تلعبه الأنهار والبحيرات العذبة في حياة الإنسان في تلك العصور.

اكتشافات موقع النسيم:

أحد أهم الاكتشافات الأثرية الحديثة في العلا هو موقع النسيم الذي يمثل أقدم المواقع الأشولية الموثقة في المملكة. يبرز الموقع على المستوى الإقليمي ليكشف عن أنواع من الأدوات الحجرية التي استخدمها الإنسان في عصر البلايستوسين الأوسط. يُحتمل أن هذا الموقع كان يمثل مكانًا يلتقي فيه الإنسان مع البيئة المائية، حيث يحتوي على حوض عميق يحتوي على رواسب أثبتت وجود مواد أثرية تعود إلى العصر الحجري الأسفل، مما يدل على التفاعل المتكرر للإنسان مع هذه البيئة الخصبة. تم العثور في الموقع على حوالي 354 قطعة فأس حجري ورقائق حجرية متنوعة، وقد تبين من خلال المسح أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين هذه المواد الأثرية ووجود بحيرة جافة في المنطقة.

دور البحيرات في التنقل البشري:

يشير التشابه بين الأدوات الحجرية المكتشفة في موقع النسيم وتلك التي تم العثور عليها في مواقع أشولية أخرى في صحراء النفود إلى أن وجود البحيرات العميقة والعذبة كان عاملاً مهماً في تسهيل انتشار الإنسان في الجزيرة العربية. يُرجح أن المنطقة كانت تغطيها بحيرات كبيرة خلال فترات ذوبان الجليد، ما خلق بيئة غنية بالمصادر المائية والصيد، وجعلها مكانًا ملائمًا للاستيطان البشري.

تأكيدات جديدة حول التنوع البيئي:

تشير الاكتشافات إلى وجود تنوع بيئي كبير، حيث تواجدت الثدييات الكبيرة والصغيرة حول البحيرات المتكونة في فترات ذوبان الجليد، مما يعكس وفرة الحياة البرية التي كانت تدعم الإنسان في فترة تلك العصور. تساعد هذه الاكتشافات في فهم مدى تأثير المناخ الرطب على تكاثر الحياة البرية والإنسان في تلك الفترات.

مستقبل الأبحاث وتعاون دولي:

تواصل هيئة التراث السعودية بالتعاون مع معهد ماكس بلانك لعلوم تاريخ الإنسان العمل على تطوير مشروع “الجزيرة العربية الخضراء”، الذي يهدف إلى دراسة التغيرات المناخية في شبه الجزيرة العربية عبر العصور. وقد كشفت الدراسات السابقة عن أدلة لوجود آلاف البحيرات والأنهار والغابات التي كانت تشكل مصدرًا رئيسيًا للحياة البشرية والحيوانية في المنطقة. في عام 2020، أعلنت الهيئة عن اكتشاف أثري مهم، وهو العثور على آثار أقدام بشرية وحيوانية على أطراف منطقة تبوك، مما يمثل دليلاً علميًا على أقدم وجود للإنسان في الجزيرة العربية.

إن هذه الاكتشافات تسلط الضوء على الأهمية البيئية والتاريخية للجزيرة العربية في فترة ما قبل التاريخ، وتؤكد على الدور الكبير الذي لعبته في تطور الإنسان والحياة البرية على مر العصور.