“دكتور فلسفة يعتزل المهنة” سال الطلاب كيف تخفي كرسي .. ولكن طالب قال اجابة صدمته وصدمة الكل!!

سؤال الدكتور حول كيفية إخفاء الكرسي يحمل في طياته أبعادًا فلسفية عميقة تتجاوز الإجابة البسيطة والعملية. الفلسفة عادة ما تسعى إلى استكشاف الأسئلة التي قد تبدو بديهية أو غير تقليدية، وتفتح النقاشات حول الحقيقة، الوجود، والوعي. لنحلل السؤال من خلال بعض الأبعاد الفلسفية:

1. إخفاء الكرسي من خلال الفكر: في بعض التيارات الفلسفية، مثل الفلسفة الوجودية لِجان بول سارتر، قد يُطرح السؤال كدلالة على العلاقة بين الوجود والوعي. يشير البعض إلى أن الأشياء قد “تختفي” من واقعنا إذا توقفنا عن الانتباه إليها أو التفكير فيها. هذا لا يعني أن الكرسي غير موجود بالفعل، بل أن وجوده يصبح غير ذي معنى إذا لم نتفاعل معه أو ندركه. في هذا السياق، إخفاء الكرسي هو إخفاء في الذهن، وبالتالي يصبح مغزى وجوده مشروطًا بالوعي البشري.

2. إخفاء الكرسي من خلال الملاحظة: من منظور الفلسفة المثالية، خاصةً أفكار إيمانويل كانط، قد نتساءل: هل يمكن للكرسي أن يظل موجودًا إذا لم نره أو لم نلاحظ وجوده؟ يمكن للجواب هنا أن يعتمد على الفهم المادي للوجود، حيث يبدو أن الكرسي يظل موجودًا في العالم الموضوعي سواءً لاحظناه أم لا. لكن هذا يفتح الباب أيضًا للتساؤل حول كيفية إدراكنا للواقع وكيف تتأثر تصوراتنا بالأشياء التي نراها أو لا نراها.

3. إخفاء الكرسي كتمثيل للحرية: يُمكن أن يُنظر إلى السؤال على أنه رمز للحرية الشخصية وقدرة الفرد على التأثير في محيطه. في هذا السياق، قد يشير إخفاء الكرسي إلى قدرة الفرد على تغيير الواقع المحيط به من خلال الاختيار والتصرف بحرية. الكرسي في هذه الحالة ليس مجرد جسم مادي، بل يمثل فكرًا أو قرارًا يمكن السيطرة عليه.

4. إخفاء الكرسي في سياق الفكر الاجتماعي والسياسي: قد يُحسن توظيف هذا السؤال أيضًا لفهم الوجود الاجتماعي. هل يمكن “إخفاء” أو “إلغاء” شيء ما من خلال تجاهله أو منع الآخرين من ملاحظته؟ هذا يطرح أسئلة حول القوة، والسيطرة، والإقصاء في المجتمعات الإنسانية، حيث يمكن للأشياء أن تُخفي بطريقة غير مرئية من خلال ممارسات معينة، سواء كانت سياسية أو اجتماعية.

في الختام، يُظهر سؤال الدكتور كيف يمكن للفلسفة أن تدعونا إلى التفكير النقدي والخيالي في أشياء تبدو في الظاهر بسيطة. عبر هذا السؤال، يدعو الطلاب إلى تحدي مفاهيمنا التقليدية حول الواقع، الوجود، والوعي، ويساهم في توسيع آفاق التفكير الفلسفي.