في الآونة الأخيرة، أثار البروفيسور محمد حافظ، خبير هندسة السدود، مخاوف جدية بشأن سلامة سد النهضة الإثيوبي، مشيرًا إلى وجود تسرب عكسي كبير من أسفل السد وهذه التحذيرات تأتي في سياق تعقيدات فنية وجيولوجية قد تكون لها تداعيات خطيرة على دول المصب، خاصة السودان ومصر.
التسرب العكسي:
يشير التسرب العكسي إلى تدفق المياه من بحيرة السد عبر أساساته إلى المناطق المحيطة، مما قد يؤدي إلى تآكل التربة وتقويض استقرار السد وفي حالة سد النهضة، يعتقد أن هذا التسرب يحدث نتيجة لوجود تشققات وكهوف في الصخور الكارستية (الحجر الجيري المتحلل) تحت سد السرج، وهو السد الركامي المكمل لسد النهضة الرئيسي وهذه الكهوف والتشققات تسمح بتسرب المياه، مما يهدد بسلامة هيكل السد واستقراره.
تحذيرات الخبراء:
البروفيسور محمد حافظ، في عدة تصريحات، أبرزها عبر منصات التواصل الاجتماعي، حذر من أن استمرار التسرب دون معالجة قد يؤدي إلى كارثة. وأشار إلى أن الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية تظهر زيادة ملحوظة في حجم التسرب أعلى جسد سد السرج، مما يشير إلى فشل ستارة الحقن المصممة لتقليل التسرب وهذا الوضع قد يؤدي إلى انزلاق أجزاء من السد، خاصة مع زيادة الضغط الناتج عن ارتفاع منسوب المياه في بحيرة السد.
المخاطر المحتملة:
في حال انهيار سد السرج أو تعرضه لأضرار جسيمة، فإن كميات هائلة من المياه قد تتدفق بشكل غير مسيطر عليه نحو دول المصب، خاصة السودان وهذا السيناريو قد يتسبب في فيضانات كارثية تؤدي إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة بالإضافة إلى ذلك، فإن انهيار السد قد يؤثر سلبًا على إمدادات المياه في مصر، مما يزيد من التحديات المائية التي تواجهها البلاد.
دعوات لتدخل دولي:
نظرًا لخطورة الموقف، دعا الخبراء، بمن فيهم البروفيسور حافظ، إلى تشكيل لجنة دولية من المتخصصين لتقييم سلامة سد النهضة وسد السرج بشكل دقيق وهذا التقييم المستقل يمكن أن يحدد مدى خطورة التسرب ويوصي بالإجراءات اللازمة لتفادي كارثة محتملة، كما أن الشفافية والتعاون بين الدول المعنية أصبحا ضروريين لضمان سلامة السدود وحماية حياة الملايين في دول حوض النيل.
الزلازل وتأثيرها:
من الجدير بالذكر أن المنطقة المحيطة بسد النهضة شهدت نشاطًا زلزاليًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، حيث تم تسجيل عدة هزات أرضية بالقرب من موقع السد وهذا النشاط الزلزالي يزيد من المخاوف بشأن استقرار السد، خاصة في ظل وجود تسربات مائية وتشققات في هيكله والزلازل قد تزيد من توسع التشققات وتفاقم مشكلة التسرب، مما يعجل بحدوث انهيار محتمل.
الاستنتاج:
تظهر التحذيرات المتكررة من الخبراء، مثل البروفيسور محمد حافظ، الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لتقييم ومعالجة مشكلات سد النهضة وسد السرج والتسرب العكسي والتشققات، بالإضافة إلى النشاط الزلزالي في المنطقة، تشكل مجتمعة تهديدًا حقيقيًا لدول المصب لذا، فإن التعاون الإقليمي والدولي، والشفافية في تبادل المعلومات، وتشكيل لجان فنية مستقلة، أصبحت خطوات ضرورية لتفادي كارثة قد تكون عواقبها وخيمة على المنطقة بأسرها.