يمثل الأمن المائي أحد أهم القضايا الاستراتيجية التي تواجه مصر، نظرًا لاعتمادها الكبير على مياه نهر النيل كمصدر رئيسي للحياة والتنمية وفي ظل التحديات المتزايدة التي تهدد حصتها المائية، طُرحت عدة مقترحات لتعزيز الموارد المائية، من بينها مشروع نقل مياه نهر الكونغو إلى نهر النيل وعلى الرغم من الجدل المثار حول هذا المشروع، فإن مصر رفضت تنفيذه لأسباب متعددة تتعلق بالتحديات الفنية، التكلفة العالية، المخاطر الجغرافية والسياسية، بالإضافة إلى تركيزها على مشروعات أكثر جدوى في هذا المقال، نستعرض الأسباب التي دفعت مصر إلى رفض هذا المشروع والبدائل التي تفضلها لتعزيز أمنها المائي
أسباب رفض مصر لمشروع نقل مياه نهر الكونغو إلى نهر النيل
-
التحديات الفنية والهندسية
- صعوبة التنفيذ: يتطلب المشروع إنشاء بنية تحتية ضخمة تشمل مد أنابيب نقل المياه لمسافات شاسعة، إضافةً إلى بناء محطات ضخ ورفع تعتمد على الطاقة الكهربائية.
- غياب دراسات الجدوى: لم يخضع المشروع لدراسات تفصيلية استكشافية أو اقتصادية، مما يجعل نتائجه غير مؤكدة من حيث الجدوى والفعالية.
-
التكاليف الباهظة
- حجم الاستثمار الضخم: يتطلب تنفيذ المشروع ميزانية هائلة تشمل تكاليف إنشاء البنية التحتية، توفير الطاقة اللازمة، وأعمال الصيانة الدورية.
- عدم وضوح مصادر التمويل: لم يتم تحديد الجهات التي ستمول المشروع أو آلية التمويل، مما يزيد من صعوبة تنفيذه على أرض الواقع.
-
التحديات الجغرافية والسياسية
- عدم الاستقرار الأمني: تمر مسارات نقل المياه المقترحة عبر مناطق تعاني من نزاعات مسلحة وحروب أهلية، مما يشكل تهديدًا لاستمرارية المشروع.
- مخالفة القوانين الدولية: قد يؤدي نقل المياه خارج حوض نهر الكونغو إلى انتهاك الاتفاقيات الدولية المتعلقة بإدارة الموارد المائية المشتركة بين الدول.
-
الأولويات الاستراتيجية لمصر
- أزمة سد النهضة: تُركز مصر جهودها حاليًا على إيجاد حلول دبلوماسية وتقنية لأزمة سد النهضة الإثيوبي، الذي يشكل تهديدًا مباشرًا لمواردها المائية.
- مشروعات استقطاب الفواقد المائية: ترى مصر أن الاستثمار في استقطاب الفواقد المائية من مستنقعات جنوب السودان، وهي مشروعات مدروسة منذ عقود، يُعد أكثر جدوى وكفاءة في تأمين مصادر إضافية للمياه