أضرار نسبة السم في بذر التفاح: هل هي خطيرة حقًا؟
يُعد التفاح من أكثر الفواكه استهلاكًا حول العالم، بفضل طعمه اللذيذ وفوائده الصحية العديدة. لكن هناك جدلًا واسعًا حول بذوره، حيث يُقال إنها تحتوي على مادة سامة يمكن أن تكون خطيرة عند تناولها بكميات معينة. فهل بذور التفاح سامة حقًا؟ وما هي المخاطر المحتملة لتناولها؟ في هذا المقال، سنستعرض أضرار مادة السم الموجودة في بذور التفاح ونوضح مدى خطورتها على الصحة.
ما هي المادة السامة في بذور التفاح؟
تحتوي بذور التفاح على مركب طبيعي يُعرف باسم الأميغدالين، وهو نوع من الجليكوسيدات السيانوجينية. عند مضغ أو هضم هذه البذور، يتحول الأميغدالين إلى سيانيد الهيدروجين، وهو مركب سام قد يسبب تسممًا خطيرًا إذا تم استهلاكه بكميات كبيرة.
ما مدى خطورة سم بذور التفاح؟
1. التأثير على الجهاز العصبي
السيانيد الموجود في بذور التفاح يعوق قدرة الجسم على استخدام الأكسجين، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز العصبي، مثل الدوخة، الصداع، وصعوبة التنفس.
2. خطر التسمم الحاد
عند تناول كميات كبيرة جدًا من بذور التفاح، قد يتعرض الشخص لأعراض تسمم حاد تشمل:
- ضيق في التنفس
- انخفاض ضغط الدم
- فقدان الوعي
- في الحالات الشديدة، قد يؤدي إلى الوفاة بسبب نقص الأكسجين في الجسم
3. تأثيرات على الجهاز الهضمي
حتى بكميات صغيرة، يمكن أن تسبب بذور التفاح اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء والإسهال، خاصة إذا كانت ممضوغة جيدًا قبل البلع.
كم عدد بذور التفاح التي تشكل خطرًا؟
تعتمد خطورة تناول بذور التفاح على عدة عوامل، مثل وزن الشخص، حالته الصحية، وعدد البذور المستهلكة. بشكل عام:
- بذرة واحدة أو اثنتان لا تشكل خطرًا كبيرًا، لأن الجسم يستطيع التعامل مع كميات صغيرة من السيانيد.
- تناول عشرات البذور في جلسة واحدة قد يكون خطيرًا، خاصة إذا تم مضغها جيدًا قبل البلع.
- تشير بعض الدراسات إلى أن تناول حوالي 200 بذرة (ما يعادل تفاحة تحتوي على 10 بذور في 20 تفاحة) قد يكون جرعة قاتلة لشخص بالغ.
هل يجب تجنب بذور التفاح تمامًا؟
رغم احتواء بذور التفاح على مواد سامة، فإن تناول القليل منها عن طريق الخطأ لا يشكل خطرًا على معظم الأشخاص. ومع ذلك، يُفضل تجنب تناولها عمدًا، خاصة للأطفال، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الكبد أو الكلى، لأن أجسامهم قد تكون أقل قدرة على التعامل مع السموم.
كيف يمكن تقليل المخاطر؟
- إزالة البذور قبل تناول التفاح: أفضل طريقة لتجنب أي خطر محتمل.
- تجنب مضغ البذور: ابتلاع البذور كاملة يقلل من فرص إطلاق السم، حيث تمر عبر الجهاز الهضمي دون أن تتحلل.
- عدم تناول كميات كبيرة من البذور: حتى لو لم تكن مفرطة السمية، فإن تجنبها هو الخيار الأكثر أمانًا.
في حين أن بذور التفاح تحتوي على مادة سامة، إلا أن تناولها بكميات صغيرة غير مضر بشكل عام، لأن الجسم قادر على التعامل مع كميات محدودة من السيانيد. ومع ذلك، فإن الإفراط في تناولها، خاصة بعد مضغها، قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. لذا، يُفضل توخي الحذر وتجنب تناول البذور عمدًا، والاستمتاع بتناول التفاح بدون أي مخاوف.