في واقعة غير متوقعة، اكتشف عمال النظافة أثناء قيامهم بجز الحشائش في منطقة أهناسيا الأثرية بمحافظة بني سويف أربعة تماثيل أثرية مدفونة تحت سطح الأرض. أثار هذا الاكتشاف انتباه خبراء الآثار، حيث تُعد أهناسيا واحدة من أقدم العواصم المصرية القديمة، والتي تزخر بالعديد من المعالم التاريخية الهامة. هذه التماثيل، التي تعود إلى العصور الفرعونية، تعد بمثابة كنز تاريخي قد تكون قيمته أكثر من 100 مليون دولار.
فلاح بسيط كان بيجز الحشائش في “صعيد مصر ” ولقى كنز أغلى من الذهب
خلال العمل اليومي لتنظيف الموقع الأثري، لاحظ العمال وجود أجزاء صلبة تحت التربة، مما دفعهم إلى إبلاغ الجهات المعنية. وبناءً على ذلك، توجه فريق من مفتشي الآثار إلى الموقع، حيث تم التأكد من أن القطع المكتشفة هي تماثيل منحوتة بدقة عالية، تعود إلى العصور الفرعونية. تم اتخاذ إجراءات فورية لحماية الموقع ونقل التماثيل إلى المخزن الأثري القريب لضمان الحفاظ عليها.
الدلالة الأثرية للتماثيل
تُعتبر هذه التماثيل شاهدًا حيًا على أهمية الديانة والمعتقدات الدينية في مصر القديمة. في تلك الفترة، كانت التماثيل تُستخدم في المعابدلأغراض دينية وطقوسية. كما أن هذا الاكتشاف يمكن أن يساهم في الكشف عن المزيد من التفاصيل حول الفنون والنحت في العصور الفرعونية، لا سيما أن أهناسيا كانت مركزًا ثقافيًا ودينيًا بارزًا خلال فترة حكم الأسرتين التاسعة والعاشرة.
أهناسيا: مدينة الأسرار التاريخية
تقع أهناسيا على بُعد 17 كيلومترًا غرب مدينة بني سويف، وتُعتبر موقعًا أثريًا ذا أهمية كبيرة. كانت المنطقة في وقت من الأوقات مقرًا لحكم الملوك خلال بعض الفترات التاريخية المهمة. تشتهر المنطقة ببقايا معابد أثرية، منها معبد الملك رمسيس الثاني، إلى جانب تمثالين ضخمين له مصنوعين من حجر الكوارتز. تبلغ مساحة الموقع حوالي 390 فدانًا، مما يجعله واحدًا من أكبر المواقع الأثرية في مصر.
إجراءات الحماية والتوثيق
بعد العثور على التماثيل، تم اتخاذ تدابير فورية لحمايتها، حيث حضر كل من كمال حسين، مدير آثار أهناسيا، ووليد محمدين، مفتش آثار المنطقة، إلى جانب مسؤولي السياحة وشرطة الآثار. تم نقل القطع المكتشفة إلى المخزن الأثري، حيث ستخضع لعمليات الترميم والدراسة العلمية لتحديد الحقبة الزمنية الدقيقة التي تنتمي إليها وأهميتها التاريخية.