في تطور غير متوقع، كشفت السيول الأخيرة التي اجتاحت بعض مناطق الصعيد عن كنز ذهبي ضخم ظل مدفونًا لآلاف السنين، حيث جرفت المياه الغزيرة التربة وأظهرت طبقات من الذهب الخام، ما أثار تساؤلات حول مدى إمكانية استغلال هذه الثروة الوطنية الضخمة.
العوينات ونظرية الأنهار القديمة
حول هذا الاكتشاف، نفى الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأرض والمياه بجامعة القاهرة، صحة الادعاءات التي تشير إلى أن منطقة العوينات كانت يومًا ما غنية بالأمطار ومصدرًا لعدة أنهار تتجه جنوبًا نحو بحيرة تشاد، موضحًا أن النهر الأصفر كان يتدفق من البحيرة إلى مصر وليس العكس، وهو ما يدحض فكرة أن المنطقة كانت خصبة بالمياه في العصور القديمة.
السيول تكشف أسرار الأرض
وأشار نور الدين إلى أن هذه السيول المستمرة منذ أسبوعين قد تمكنت، ولأول مرة، من إزالة الرمال وكشف ما تخفيه الصحراء من ثروات، على عكس السيول السابقة التي لم تسفر عن أي اكتشاف مماثل، مؤكدًا أن هذه الظاهرة تستدعي اهتمام الحكومة لاتخاذ إجراءات لاستغلال الذهب المكتشف بدلًا من تركه مدفونًا تحت الرمال.
التربة والمياه.. عوامل التحول البيئي
وأضاف أن الصحراء لا يمكن أن تتحول إلى أراضٍ زراعية بدون كمية كافية من المياه، موضحًا أن الحرارة وحدها ليست كافية، بل يجب أن تتفاعل مع الرطوبة لتفتيت الرمال وتحويلها إلى تربة خصبة، وهذا ما يفسر ندرة الغطاء النباتي في الصحراء الغربية مقارنة بالمناطق الأخرى.
مصر وثرواتها غير المستغلة
رغم هذا الكشف المثير، فإن غياب التحرك الحكومي حتى الآن يثير العديد من التساؤلات، فهل نشهد في المستقبل القريب خططًا حقيقية لاستغلال هذه الثروة الطبيعية، أم ستظل كنوز مصر مدفونة تحت الرمال؟