أعلنت البعثة المصرية الفرنسية عن بدء عمليات المسح الفوتوغرافي تحت مياه نهر النيل، في خطوة هامة للكشف عن النقوش الأثرية الغارقة منذ آلاف السنين وتشير الدراسات الأولية إلى أن هذه الآثار تعود إلى بعض ملوك الدولة الحديثة والعصر المتأخر، ما قد يساهم في إلقاء الضوء على جوانب جديدة من الحضارة الفرعونية.
أهمية الاكتشاف الأثري أسفل نهر النيل
لطالما كان نهر النيل شاهدًا على عظمة الحضارة المصرية القديمة، حيث تم اكتشاف العديد من القطع الأثرية التي غمرتها المياه عبر العصور. في السابق، لم تكن هناك تقنيات متطورة تساعد علماء الآثار على توثيق هذه الآثار أو استخراجها دون تعريضها للتلف. إلا أن التطور التكنولوجي في مجال المسح الفوتوغرافي تحت الماء مكّن البعثة المصرية الفرنسية من تسجيل تفاصيل دقيقة لهذه النقوش، مما سيساعد في فهم تاريخ هذه الآثار وتوثيقها بطرق أكثر دقة.
نتائج المسح الفوتوغرافي للآثار المغمورة
أكدت وزارة الآثار المصرية أن المسح الفوتوغرافي كشف عن مجموعة من القطع الأثرية التي تعود إلى ملوك بارزين من مصر القديمة، وهم:
- الملك تحتمس الرابع: أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة، الذي اشتهر بحملاته العسكرية وترميمه للآثار.
- الملك أمنحتب الثالث: من أعظم ملوك مصر في عصر الدولة الحديثة، الذي شهد عهده ازدهارًا فنّيًا ومعماريًا كبيرًا.
- الملك بسماتيك الثاني: أحد ملوك الأسرة السادسة والعشرين، والذي قاد عدة حملات لاستعادة النفوذ المصري.
لا تزال عمليات البحث جارية، ومن المتوقع أن تكشف عن تفاصيل جديدة حول حياة هؤلاء الملوك والأحداث التي دارت خلال فترات حكمهم.
أسباب غرق هذه الآثار تحت نهر النيل
تباينت آراء علماء الآثار حول سبب وجود هذه الآثار تحت المياه، حيث أشار بعضهم إلى أن هذه القطع ربما غرقت خلال العصور القديمة نتيجة تغيرات جيولوجية أو كوارث طبيعية. بينما يرى آخرون أن عملية الغرق قد تكون حدثت أثناء بناء السد العالي في القرن العشرين، حيث تسببت التغيرات الهيدرولوجية في غمر بعض المواقع الأثرية بالمياه. كما رجّح بعض الخبراء أن هذه الآثار غرقت أثناء عمليات النقل، خاصة أن مصر القديمة كانت تشتهر بنقل التماثيل والمعابد عبر النيل، وربما واجهت بعض الشحنات حوادث أدت إلى غرقها.