عند السفر جوًا، قد تلاحظ أن جميع نوافذ الطائرات تأخذ شكلًا بيضاويًا، وهو ليس مجرد تصميم جمالي، بل له دور أساسي في الحفاظ على سلامة الطائرة والركاب.
السر وراء النوافذ البيضاوية
في السابق، كانت الطائرات تُصمم بنوافذ مربعة، لكن مع مرور الوقت اكتشف المهندسون أن هذا الشكل يشكل خطرًا كبيرًا على هيكل الطائرة. الزوايا الحادة في النوافذ المربعة كانت نقاط ضعف تؤدي إلى تصدعات في جسم الطائرة، ومع تعرضها للضغط الجوي المتغير أثناء الطيران، كانت هذه التصدعات تتفاقم وتسبب كوارث جوية.
كيف تغير التصميم لحماية الطائرة؟
بعد عدة حوادث سقوط لطائرات مدنية في الماضي، بدأ الخبراء في دراسة الأسباب ووجدوا أن التصميم المربع للنوافذ هو أحد العوامل الرئيسية. وعليه، تم تعديل تصميم النوافذ لتصبح دائرية أو بيضاوية، ما يضمن توزيع الضغط بشكل متساوٍ ويقلل من احتمالية حدوث شقوق تؤدي إلى تفكك هيكل الطائرة.
تحسينات أخرى في أمان الطائرات
لم يقتصر التطوير على شكل النوافذ فقط، بل تم أيضًا إدخال مفهوم “Fail Safe”، وهو نظام هندسي يضمن أنه في حالة حدوث شق في جزء من هيكل الطائرة، فإنه لا يتمدد ليؤدي إلى انفجار مفاجئ، بل يتم احتواؤه للحفاظ على سلامة الطائرة.
كيف يتم ضبط الضغط داخل الطائرة؟
نظرًا لأن الطائرة تحلق على ارتفاعات عالية حيث يكون الضغط الجوي منخفضًا جدًا، يتم ضخ الهواء داخل المقصورة بواسطة مضخات متصلة بالمحركات، مما يضمن بيئة مناسبة للتنفس والعيش داخل الطائرة أثناء الرحلة.
عبرة من الماضي: حوادث أدت إلى تغيير التصميم
في عام 1949، دخلت طائرة “كومت” البريطانية التاريخ كأول طائرة مدنية نفاثة، لكنها تعرضت لعدة حوادث سقوط كارثية. عند فحص الحطام، اكتشف الخبراء أن النوافذ المربعة كانت العامل الرئيسي وراء هذه الحوادث، ما دفع صناعة الطيران إلى إعادة تصميم النوافذ لتكون بيضاوية الشكل، وهو ما نراه في جميع الطائرات اليوم.