“العالم كله مرعوب من وقتها”.. مشروع الربط بين نهر النيل ونهر الكونغو “فكرة مهندس تستاهل مليون دولار”

في إطار التحديات المائية التي تواجهها مصر، ومع تطور أزمة سد النهضة الإثيوبي، بدأت تظهر مقترحات ضخمة تهدف إلى تعزيز الموارد المائية في مصر واحدة من أبرز هذه المشاريع كانت فكرة ربط نهر النيل بنهر الكونغو، وهو مشروع يحمل طموحات كبيرة قد تكون حلاً جزئياً لمشاكل المياه في المنطقة لكن مصر، رغم ذلك، اختارت رفضه بشكل رسمي في هذا المقال، سنتناول تفاصيل هذا المشروع وتفسير أسباب رفضه من قبل مصر.

الفكرة الأساسية للمشروع

images ٧٢

مشروع ربط نهر النيل بنهر الكونغو يقوم على نقل جزء من مياه نهر الكونغو، الذي يُعد واحداً من أكبر الأنهار في العالم من حيث التدفق المائي، إلى نهر النيل الهدف الرئيس من هذا المشروع هو تعزيز حصة مصر من المياه العذبة، خصوصاً في ظل الزيادة السكانية الكبيرة في البلاد، وارتفاع الطلب على المياه لأغراض الزراعة والصناعة والاستهلاك المحلي.

المقترح المقدم

  • نقل المياه: المقترح ينطوي على نقل حوالي 110 مليارات متر مكعب من مياه نهر الكونغو إلى نهر النيل سنوياً.
  • التكلفة المقدرة: المشروع يتطلب استثمارات ضخمة تشمل بناء قنوات ضخمة وأنابيب نقل المياه، بالإضافة إلى محطات رفع ومضخات تعمل بالطاقة الكهربائية.
  • مسار المشروع: المياه سيتم نقلها عبر مناطق جغرافية صعبة، بعضها يعاني من الحروب الأهلية والصراعات السياسية، مما يثير تساؤلات حول استقرار التنفيذ في هذه الظروف.

أسباب رفض مصر للمشروع

على الرغم من الإمكانيات التي يقدمها المشروع، إلا أن مصر اختارت رفضه بناءً على عدة اعتبارات فنية، اقتصادية وسياسية.

التحديات الفنية والهندسية:

  • صعوبة التنفيذ: نقل المياه من نهر الكونغو إلى نهر النيل يتطلب بنية تحتية ضخمة، بما في ذلك بناء أنابيب ضخمة ومحطات رفع في مناطق نائية.
  • عدم وجود دراسات جدوى: المشروع لم يمر بعد بمراحل الدراسات الاستكشافية أو تقييم الجدوى الاقتصادية، ما يجعل مصيره غير مضمون.

التكاليف المالية الباهظة:

  • استثمارات ضخمة: المشروع يحتاج إلى استثمارات ضخمة لتغطية التكاليف المتعلقة بإنشاء البنية التحتية مثل القنوات ومحطات رفع المياه بالإضافة إلى ذلك، تستهلك محطات الرفع والمضخات كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية، ما يزيد من التكلفة الإجمالية.
  • غموض التمويل: لم يتم تحديد مصادر التمويل بشكل واضح، وهو ما يثير القلق بشأن من سيتحمل هذه التكاليف الباهظة.

عدم الاستقرار في المناطق المرتبطة بالمشروع:

  • مخاطر أمنية: جزء من المسار المقترح للمشروع يمر عبر مناطق تعاني من حروب أهلية أو صراعات سياسية، مما يزيد من صعوبة تنفيذ المشروع في هذه المناطق.

التعارض مع الأعراف الدولية:

  • إدارة الموارد المائية المشتركة: المشروع قد يتعارض مع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بإدارة المياه عبر الأنهار الدولية، حيث نقل المياه من حوض نهر إلى آخر قد يخالف بعض الأعراف والقوانين الدولية المتعلقة بالموارد المائية المشتركة.

التركيز على قضايا أخرى:

  • أزمة سد النهضة: مصر تركز حالياً على المفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي، الذي يشكل تهديداً مباشراً لحصتها من مياه النيل، وهو ما يجعلها تعطي الأولوية لهذا الملف على غيره.