مفيش الا واحد الى عرف يجاوب صح … “دكتور فلسفة يعتزل المهنة” سال الطلاب كيف تخفي كرسي .. ولكن طالب قال اجابة صدمته وصدمة الكل!!

قد يبدو التساؤل عن كيفية إخفاء الكرسي أمرًا بسيطًا للوهلة الأولى، لكنه في جوهره يحمل أبعادًا فلسفية عميقة تتعلق بطبيعة الإدراك، والوجود، والواقع ذاته. فهل يختفي الكرسي لمجرد أننا لم نعد نراه؟ أم أن وجوده مستقل عن وعينا به؟ هذا السؤال يقودنا إلى استكشاف آراء مختلفة في الفلسفة والعلوم لفهم طبيعة الواقع وما إذا كان الإدراك شرطًا أساسيًا لوجود الأشياء.

1. الإدراك والوجود: هل يختفي الكرسي إذا لم نفكر فيه؟

ناقش الفلاسفة الوجوديون، مثل جان بول سارتر، أن الأشياء تكتسب معناها من خلال وعينا بها. فإذا لم ندرك الكرسي، فهل يظل موجودًا؟ وإن كان كذلك، فما الذي يمنح الأشياء واقعها الحقيقي؟ هذه التساؤلات تعيدنا إلى صلب النقاش الفلسفي حول العلاقة بين الوعي والوجود.

2. هل يمكن للكرسي أن يوجد دون أن يدركه أحد؟

في الفلسفة المثالية، لا سيما عند جورج بيركلي، نجد الفكرة الشهيرة: “الوجود هو أن يكون مُدرَكًا” (Esse est percipi). وفقًا لهذا المنظور، فإن الكرسي لا يمكن أن يوجد إلا إذا كان هناك من يدركه. ولكن ماذا لو لم يكن هناك أي شخص ينظر إليه؟ هل يظل موجودًا؟

أما إيمانويل كانط، فقد ميز بين الشيء في ذاته (Noumenon) والشيء كما ندركه (Phenomenon)، مما يثير تساؤلًا: هل يظل الكرسي في حقيقته كما هو، أم أن ما نراه ليس سوى انعكاس مشروط بحواسنا؟

3. الإخفاء بين الفيزياء والميتافيزيقا

إذا انتقلنا إلى العلوم، نجد أن إخفاء الكرسي قد يكون ممكنًا عبر وسائل فيزيائية مثل التمويه البصري أو تقنيات الإخفاء الكمي، حيث يمكن للضوء أن ينحني حول الكائنات، مما يجعلها غير مرئية. لكن هل هذا يعني أن الكرسي لم يعد موجودًا؟ أم أن غيابه عن نظرنا لا ينفي وجوده الفعلي؟

4. الإخفاء كفعل رمزي: هل يمكن إخفاء الحقيقة؟

إذا كان الكرسي يمثل الحقيقة أو الواقع، فإن محاولة إخفائه قد تعكس محاولات بعض القوى السياسية أو الاجتماعية لإخفاء الحقائق أو إعادة تشكيل السرديات. في هذه الحالة، يصبح السؤال أكثر عمقًا: كيف يمكن إخفاء شيء عن الوعي الجماعي، ليس بإزالته فعليًا، ولكن بتغيير الطريقة التي يُنظر بها إليه؟

هل نرى الواقع كما هو؟

السؤال عن كيفية إخفاء الكرسي يتجاوز مجرد كونه لغزًا بصريًا أو حيلة علمية، ليصبح تمرينًا في التفكير الفلسفي حول طبيعة الواقع والإدراك. هل الأشياء موجودة بمعزل عن وعينا؟ أم أن واقعها يتحدد فقط من خلال ما ندركه عنها؟ في النهاية، قد لا يكون المهم كيف نخفي الكرسي، بل كيف ندرك وجوده منذ البداية.