تُعدُّ كلمة “عرقوب” من الكلمات العربية الأصيلة التي تحمل معاني متعددة، فهي تشير إلى الوتر الممتد خلف كعب الإنسان أو الحيوان، كما تُستخدم في بعض السياقات المجازية للدلالة على الخداع أو المماطلة، استنادًا إلى قصة “عرقوب” المشهورة في التراث العربي. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما هو الجمع الصحيح لكلمة “عرقوب”؟
التنوع في صيغ الجمع
يمكن جمع “عرقوب” بطريقتين رئيسيتين، وفقًا لقواعد اللغة العربية في جمع الأسماء:
- جمع التكسير: وهو الأكثر استخدامًا، حيث تُجمع الكلمة على “عراقيب”، كما هو الحال في جمع كلمات مشابهة مثل “قنديل – قناديل” و”صندوق – صناديق”. هذه الصيغة شائعة في الاستعمال الفصيح، وتُستخدم عند الإشارة إلى عراقيب متعددة، سواء في المعنى التشريحي أو المجازي.
- الجمع السالم: قد يُجمع “عرقوب” على “عرقوبات”، وهو جمع نادر، لكنه ممكن وفقًا لبعض القواعد اللغوية التي تسمح بجمع الأسماء غير العاقلة بهذه الصيغة، كما في “حقيبة – حقائب” و”منطاد – مناطيد”.
الجدل اللغوي حول الجمع
من حيث الاستخدام، نجد أن “عرقوب” ظل لفترة طويلة يُستخدم بصيغته المفردة مع التقدير الجمعي، كما هو الحال في بعض الكلمات الدالة على أعضاء الجسد، مثل “كعب” و”كوع”. لكن مع تطور الاستعمال اللغوي، برزت الحاجة إلى استخدام جمع واضح، فكان “عراقيب” هو الخيار الأكثر تداولًا في الفصحى.
في المقابل، يرى بعض اللغويين أن “عرقوبات” ليس جمعًا شائعًا، لكنه مقبول إذا اقتضت الضرورة اللغوية ذلك، خاصة في النصوص التي تميل إلى استخدام الجمع السالم كخيار بديل عن التكسير.
الاستخدامات المجازية وأثرها في تثبيت الجمع
نظرًا لأن “عرقوب” ارتبط في التراث العربي بالشخصية التي اشتهرت بالمماطلة، فقد شاع استخدام “عرقوب” بمعنى “المماطل”، مما جعل جمعه “عراقيب” يُستخدم أحيانًا في السياقات المجازية. فنجد في بعض النصوص الأدبية تعبيرات مثل “عرقوب العصر” للإشارة إلى شخص يماطل في الوفاء بوعده.
يمكن القول إن “عرقوب” يُجمع على “عراقيب” بشكل رئيسي، وهو الأكثر شيوعًا في الاستعمال الفصيح، بينما يبقى “عرقوبات” خيارًا أقل تداولًا لكنه ممكن من الناحية الصرفية. ويبقى الاختيار بينهما خاضعًا للسياق اللغوي، حيث يظل “عراقيب” هو الجمع الأكثر انسجامًا مع القواعد المألوفة في اللغة العربية.