تُعدُّ كلمة “سلسبيل” من الكلمات العربية الجميلة ذات الإيقاع الموسيقي العذب، وقد وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى: “عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا” (الإنسان: 18)، في وصف ماء الجنة العذب المتدفق بسهولة ويسر. لكن عند البحث عن جمع هذه الكلمة، نجد أن الأمر ليس بسيطًا، نظرًا لطبيعتها اللغوية ودلالتها الخاصة.
هل لـ”سلسبيل” جمع؟
كلمة “سلسبيل” تُستخدم عادة بصيغتها المفردة، حيث تدل على الماء العذب السهل الجريان، وهي اسم علم لمصدر ماء معين، مما يجعل جمعها نادرًا في الاستعمال الفصيح. لكن عند البحث عن إمكانية جمعها وفقًا لقواعد اللغة، نجد بعض الخيارات:
- سلسبيلات:
- يمكن استخدام هذه الصيغة على اعتبار أن “سلسبيل” مؤنثة، وتُجمع جمع مؤنث سالم.
- تُستخدم هذه الصيغة إذا كنا نشير إلى عيون ماء مختلفة توصف بالسلاسة والعذوبة.
- سلاسِب (جمع تكسير محتمل):
- هذه الصيغة تتبع بعض أوزان جمع التكسير التي تُستخدم للأسماء المشابهة في البنية الصوتية.
- لكنها ليست شائعة في الاستعمال، ولا توجد أدلة كثيرة على ورودها في النصوص العربية القديمة.
- استخدام المفرد بمعنى الجمع:
- كما هو الحال مع بعض الأسماء الدالة على السوائل أو الأماكن، يمكن أن تبقى الكلمة بصيغتها المفردة ويُفهم معناها في صيغة الجمع من خلال السياق.
- يُقال مثلًا: “وجدوا في الجنة سلسبيلًا كثيرة”، دون الحاجة إلى تغيير الكلمة.
الاعتبارات اللغوية والدلالية
كلمة “سلسبيل” تتميز بأنها تصف ماءً معينًا له خصائص خاصة في الجنة، ولهذا لم يكن هناك حاجة كبيرة لاستخدام جمع لها في النصوص القديمة. في الاستخدامات الحديثة، قد نجد محاولات لجمعها مثل “سلسبيلات”، لكنها تظل نادرة نسبيًا.
يمكن القول إن كلمة “سلسبيل” غالبًا لا تُجمع نظرًا لطبيعتها الدلالية، لكنها قد تُجمع على “سلسبيلات” وفقًا للقاعدة العامة للجمع المؤنث السالم، أو على “سلاسِب” كجمع تكسير، وإن كان هذا نادرًا. في معظم الحالات، تبقى الكلمة بصيغة المفرد مع التقدير الجمعي عند الحاجة.