في ظاهرة غريبة أذهلت العلماء، ظهرت مؤخراً صورة فضائية لنهر النيل في مصر بلون أحمر داكن، ما أعاد إلى الأذهان مشهد “الضربة الأولى” في قصة النبي موسى، عندما تحوّل النهر إلى دماء. هذه الظاهرة أثارت تساؤلات حول أسباب هذا التغيير الغريب في لون النهر.
مياه نهر النيل تتحول للون الدم الأحمر والعالم كله يقف عاجزًا أمام التفسير لها
على الرغم من التشابه مع الحكاية الدينية القديمة، فإن السبب الحقيقي وراء اللون الأحمر في الصورة هو تكنولوجيا فضائية حديثة. القمر الصناعي “سنتينل-3أ” التابع لوكالة الفضاء الأوروبية استخدم جهازًا لقياس طاقة الأشعة تحت الحمراء. وقد أظهرت الصورة أن الحرارة المنبعثة من النباتات المحيطة بالنهر هي المسؤولة عن هذا اللون الأحمر.
برنامج “كوبيرنيكوس”: أعين في السماء لمراقبة كوكب الأرض
قمر “سنتينل-3أ” هو جزء من برنامج “كوبيرنيكوس”، الذي يضم عشرات الأقمار الصناعية المخصصة لمراقبة التغيرات البيئية على سطح الأرض. هذا البرنامج يُعد من أكثر الأنظمة تطورًا في مجال مراقبة كوكب الأرض، ويمثل خطوة مهمة نحو جمع بيانات دقيقة حول تغيرات البيئة والمناخ.
تكنولوجيا متقدمة في خدمة البيئة: مميزات قمر “سنتينل-3أ”
يتميز قمر “سنتينل-3أ” بقدرته على مسح الأرض بالكامل خلال يوم واحد تقريبًا، وإرسال المعطيات في غضون ساعات. هذه القدرة تمكن العلماء من الحصول على معلومات مفصلة في الوقت الفعلي تقريبًا حول التغيرات البيئية. كما يساعد القمر في تتبع التغيرات المناخية وتوقع حالات الجفاف من خلال مراقبة التغيرات في لون سطح الأرض، التي تشير إلى موت النباتات.
التأثيرات المستقبلية: تحسين الأرصاد الجوية ومكافحة التغير المناخي
بفضل قياسه لدرجات حرارة البحر والبر، يعزز قمر “سنتينل-3أ” التنبؤات الجوية قصيرة المدى. كما يمكنه المساعدة في مراقبة تأثيرات التغير المناخي على البيئة بشكل أكثر دقة، مما يساهم في اتخاذ قرارات مبكرة لمكافحة تلك التأثيرات.
خلاصة: دور التكنولوجيا في حماية كوكب الأرض
تعتبر هذه الصورة الفضائية مثالاً على كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة لرصد التغيرات البيئية بدقة عالية. بفضل الأقمار الصناعية مثل “سنتينل-3أ”، أصبحت لدينا القدرة على مراقبة كوكب الأرض بشكل أكثر فاعلية، مما يساعد في التصدي للتحديات البيئية المستقبلية.