قد تكون الكلمات أقوى من الأفعال، فكلمة واحدة قاسية قد تترك جرحًا عميقًا في النفس يصعب شفاؤه. في هذه القصة الواقعية، نناقش كيف أثّرت رسالة قاسية من أب إلى ابنته بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة على ثقتها بنفسها وحالتها النفسية. فبدلًا من الدعم والفرح، وجدت الطالبة نفسها تواجه صدمة نفسية كبيرة بسبب كلمات والدها التي بدت لها حكمًا قاسيًا على مستقبلها. فما كان رد فعلها؟ ولماذا اختار الأب هذا الأسلوب؟ وكيف تفاعل رواد مواقع التواصل مع هذه الواقعة؟
الطالبة تنهار نفسيًا بعد رسالة والدها
عندما حصلت الطالبة على 80% في الثانوية العامة لم تكن النتيجة المثالية التي حلمت بها ولكنها كانت نتيجة مقبولة في نظرها وكانت تنتظر كلمة دعم أو تحفيز من والدها ولكنه بدلاً من ذلك أرسل لها رسالة نصية قال فيها: “بعد كل المصاريف دي طول السنة 80% بس!! تجهيز الأكل كل يوم عليكي وشغل البيت كله عليكي وأول عريس هيتقدم هوافق عليه يا خسارة التعب والمصاريف!” ، وهذه الكلمات لم تكن مجرد نقد بل كانت بمثابة ضربة نفسية قاسية جعلت الطالبة تشعر بأنها لا تساوي شيئًا في نظر والدها ولم تستطع استيعاب أن مجهودها طوال العام قد قوبل بهذا الإحباط والرفض مما جعلها تدخل في حالة اكتئاب شديد وانعدام ثقة بالنفس، حيث بدأت تشعر أنها فشلت ليس فقط دراسيًا بل في نظر أهلها أيضًا.
الأب يعبر عن إحباطه بطريقة صادمة
من وجهة نظر الأب ربما لم يكن يقصد تحطيم ابنته نفسيًا بل أراد التعبير عن خيبة أمله بطريقته الخاصة ولكنه لم يدرك أن كلماته الجارحة كانت كافية لتهز ثقة ابنته بنفسها وتضعها في دوامة من المشاعر السلبية والكثير من الآباء يعتقدون أن الانتقاد القاسي هو وسيلة لتحفيز الأبناء على النجاح ولكنهم لا يدركون أن هذه الطريقة قد تؤدي إلى نتائج عكسية خطيرة خاصة إذا لم يكن الابن مستعدًا نفسيًا لتلقي هذا النوع من الضغط.
السوشيال ميديا تشتعل بين التعاطف والانتقاد
بعد انتشار القصة على مواقع التواصل الاجتماعي انقسمت الآراء بين متعاطفين مع الطالبة ومؤيدين لموقف الأب كالتالى:
- البعض رأى أن كلمات الأب كانت جارحة وقاسية جدًا مؤكدين أن الأبناء بحاجة إلى الدعم والتحفيز وليس إلى رسائل محبطة تدمر نفسياتهم.
- آخرون اعتبروا أن الأب كان يعبر عن إحباطه الطبيعي وأنه من حقه أن يشعر بخيبة أمل بعد التكاليف والمجهود الذي بذله طوال العام ولكنه أخطأ في طريقة التعبير عن ذلك.
- لكن النقطة الأهم التي اتفق عليها الكثيرون هي أن ضغط الأهل المبالغ فيه على الأبناء قد يؤدي إلى نتائج كارثية على المستوى النفسي والاجتماعي وأنه يجب أن يكون هناك توازن بين التوقعات والواقع.