يمثل حقل ريفين جزءًا محوريًا من مشروع غرب دلتا النيل البحري، الذي يشمل خمسة حقول و25 بئرًا، مما يجعله عاملًا رئيسيًا في خطط مصر لزيادة إنتاج الغاز في ظل التحديات التي تواجهها البلاد في قطاع الطاقة. ومن المتوقع أن تسهم التطورات الجديدة في رفع إنتاج الحقل إلى 800 مليون قدم مكعبة يوميًا، مما يعزز قدرة الدولة على تلبية الطلب المحلي وتقليل الحاجة إلى الاستيراد.
تأثير حقل ريفين على قطاع الطاقة في مصر
يشكل حقل ريفين عنصرًا حيويًا في استراتيجية مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، خاصة بعد اضطرارها مؤخرًا لاستيراد الغاز المسال بسبب انخفاض الإنتاج من بعض الحقول الكبرى مثل ظهر وريفين، ومع استمرار انخفاض الإنتاج المحلي تسعى الحكومة إلى تعويض هذا التراجع عبر تعزيز العمليات في الحقول القائمة، كما يعد الحقل مكونًا أساسيًا في مشروعات تطوير الغاز في مصر، حيث يرتبط بمجمع الغازات في الصحراء الغربية، والذي يضم منشآت بتروكيماوية تعتمد على مشتقات الغاز الطبيعي، ما يساهم في دعم الصناعات المرتبطة بقطاع الطاقة وتعزيز القيمة المضافة للموارد الطبيعية المصرية.
نظرة على تاريخ التطوير والإنتاج
بدأ تطوير المرحلة الثالثة من مشروع غرب دلتا النيل في عام 2021 م باستثمارات بلغت 9 مليارات دولار، حيث شمل المشروع 5 حقول غازية رئيسية وقدرت الاحتياطيات في المنطقة بحوالي 5 تريليونات قدم مكعبة من الغاز، إلى جانب كميات كبيرة من النفط المكافئ، ثم انطلقت المرحلة الأولى من المشروع عام 2017 بإنتاج 700 مليون قدم مكعبة يوميًا من حقلي تورس وليبرا، تلاها بدء الإنتاج من حقلي جيزة وفيوم في 2019 بمعدل 400 مليون قدم مكعبة يوميًا، ومع دخول حقل ريفين مرحلة الإنتاج في 2019، بدأ الإنتاج بمعدل 350 مليون قدم مكعبة يوميًا، قبل أن يرتفع إلى 600 مليون، مع توقعات بوصوله إلى 900 مليون قدم مكعبة يوميًا خلال الفترات القادمة.
إنتاج الغاز الطبيعي في مصر
رغم التقدم المحرز شهد إنتاج الغاز الطبيعي في مصر تراجعًا خلال العامين الماضيين، حيث انخفض إنتاج حقل ريفين إلى النصف، مما أدى إلى انخفاض إجمالي إنتاج البلاد إلى 4.996 مليار قدم مكعبة يوميًا بحلول مايو 2024، وهو أدنى مستوى منذ سبع سنوات. ومع ذلك، فإن الحكومة مستمرة في تنفيذ خططها لزيادة الإنتاج من الحقول القائمة وتطوير حقول جديدة لضمان استقرار إمدادات الطاقة في البلاد.