هل راودتك يوما فكرة وجود مدينة مترامية الأطراف تقبع في ظلمات الأرض بعيدة عن أشعة الشمس حيث يستوطنها البشر منعزلين عن صخب العالم الخارجي قد يبدو هذا التصور أقرب إلى قصص الخيال العلمي غير أن اكتشافًا أثريا استثنائيا في تركيا قلب الموازين وأعاد فتح أبواب التساؤل حول قدرة الحضارات القديمة على تشييد مستوطنات مترسخة في عمق الأرض بعيدًا عن الأنظار.
كشف أثري يبعث على الدهشة
أميط اللثام عن مدينة جوفية يعود تاريخها إلى ما يزيد عن خمسة الاف عام حيث تتوارى في أحد أقاليم الأناضول التي تزخر باثار تشهد على أمجاد سالفة وقد أبانت الحفريات عن شبكة معقدة من الدهاليز والغرف المحفورة بعناية تحت سفوح الجبال مما يدل على أن هذه المدينة احتضنت مجتمعات بشرية متعاقبة وشهدت حقبا من الحياة المفعمة بالنشاط كما تزخر بأطلال وآثار لم يسبق أن وقعت عليها أعين الباحثين مما يعزز الغموض حول طبيعة ساكنيها ودوافع تشييدها.
اكتشاف جاء بمحض الصدفة
لم يكن هذا الاكتشاف نتاج بعثات تنقيب منظمة بل جاء بمحض المصادفة حينما شرع القائمون على تنفيذ مشروع عمراني في المنطقة حيث أسفرت أعمال الحفر عن الكشف عن أنفاق وممرات يتجاوز طولها عشرة أمتار مما استدعى وقف الأشغال فورا وتوجيه الجهود نحو استكشاف هذا الموقع الفريد وقد صرح رئيس هيئة التعمير والإسكان في تركيا بأن هذا الاكتشاف دفع السلطات إلى تكثيف الأبحاث الأثرية بغية فك شفرات تاريخ هذه المدينة الغامضة والكشف عن أسرارها المدفونة في أعماق الزمن.