يعد سلوك التهام الثعابين لبعضها البعض من الظواهر الطبيعية التي أثارت اهتمام العلماء لعقود ورغم أن هذا السلوك يبدو غريبًا، إلا أنه في الواقع استراتيجية بقاء تعتمدها بعض أنواع الثعابين لضمان الحصول على الغذاء وتقليل التنافس على الموارد.
أنواع الثعابين التي تلتهم أبناء جنسها
تعد الكوبرا الملكية (Ophiophagus hannah) من أشهر الثعابين التي تمارس هذا السلوك، واسمها العلمي يعني “آكلة الثعابين”، مما يعكس طبيعتها المفترسة تجاه الأنواع الأخرى تنتشر الكوبرا الملكية في مناطق تمتد من الهند إلى جنوب شرق آسيا، وتتميز بقدرتها على اصطياد الثعابين السامة مثل الكرايت والكوبرا الأخرى، مما يمنحها ميزة تنافسية في بيئتها.
أما في أمريكا الشمالية، فتشتهر الأفعى الملكية الشرقية (Lampropeltis getula) بقدرتها على افتراس الأفاعي الجرسية بفضل مناعتها ضد سمومها، ما يجعلها من بين أقوى المفترسات في نظامها البيئي.
لماذا تلجأ الثعابين إلى أكل بعضها البعض؟
هناك عدة عوامل تفسر هذا السلوك، من أبرزها:
1. نقص الغذاء: عندما يندر الطعام، قد تلجأ الثعابين إلى افتراس أبناء جنسها لتأمين احتياجاتها الغذائية.
2. الصراعات الإقليمية: بعض الثعابين تقتل منافسيها من نفس النوع للحفاظ على مناطق سيطرتها وتقليل المنافسة على الموارد.
3. الضغوط البيئية والأسر: أظهرت دراسات، مثل تلك المنشورة في مجلة Herpetological Review عام 2021، أن الثعابين المحتجزة في أماكن ضيقة تصبح أكثر عدوانية وتميل إلى افتراس بعضها البعض.
التأثيرات البيئية والتطورية لهذا السلوك
يلعب أكل الثعابين لبعضها دورًا في الحفاظ على التوازن البيئي، حيث يساعد في الحد من أعداد بعض الأنواع السامة التي قد تشكل خطرًا على الإنسان والحيوانات الأخرى فعلى سبيل المثال، تساهم الكوبرا الملكية في تقليل أعداد الثعابين السامة الأخرى، مما يقلل من خطر اللدغات القاتلة.
من الناحية التطورية، طورت بعض الثعابين مقاومة ضد السموم كوسيلة للبقاء في بيئتها. ويعد هذا السلوك جزءًا من عملية الانتخاب الطبيعي، حيث تبقى الأقوى والأكثر تكيفًا على قيد الحياة، مما يعزز من استمرار هذه العادة عبر الأجيال.