الصيام من أعظم العبادات ثوابًا، وقد اختص الله تعالى بتقدير ثواب الصائم فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي»، وقد وضع الإسلام لهذه الفريضة قانونها الخاص بها، من شروط وأركان وسنن ومندوبات إذا روعيت فيها صحت هذه العبادة وكملت، كما أنه لكل عبادة محظورات ومكروهات يجب معرفتها؛ لعدم ارتكابها، في حالة إذا وقع فيها محظور بطلت، وإذا وقع فيها مكروه جنح بها عن الكمال، وأيضًا في كل عبادة أمور مباحة ترْكُها وفِعْلُها سواء في عدم الضرر والتأثير.
مبطلات الصوم
أكل وشرب الصائم متعمدًا في نهار رمضان
مَنْ أَكَلَ أو شَرِبَ عمدًا خلال نهار رمضان فقد أفطر بإجماع العلماء، ويجب عليه قضاء يوم فقط في بعض المذاهب، وهو المفتى به، وقضاء يوم مع الكفارة في بعض المذاهب، وتكون الكفارة صوم ستين يومًا متتابعة أو إطعام ستين مسكينًا إن لم يتمكن من الصوم، وأتفق الجميع على أن من أكل أو شرب عمدًا في نهار رمضان يرتكب إثمًا عظيمًا لانتهاكه حرمة الصوم.
أكل وشرب الصائم ناسيًا في نهار رمضان
وبالنسبة لـ من أكل أو شرب ناسيًا فيبطل صومه في مذهب الإمام مالك، وينبغي عليه إمساكُ بقية يومه وعليه القضاء فقط، بينما عند غير مالك فإن الأكل أو الشرب ناسيًا لا يبطل الصوم وليس عليه قضاء صيامه، وهو المترجح لنا.
الجماع عمدًا في نهار رمضان
من مبطلات الصيام الجماع عمدًا خلال نهار رمضان، ويترتب عليه القضاء والكفارة في جميع المذاهب، لكن هل الكفارة على الزوج والزوجة معًا؟ يختلف المذاهب في ذلك؛ فبعض المذاهب ترى الكفارة على الزوج، أما الزوجة فعليها القضاء فقط، حتى وإن كان الاثنان شريكين في الإثم والمعصية.
تعمد القيء في نهار رمضان
من مبطلات الصيام تعمد القيء، كما أن دخول أي شئ إلى الجوف، سواء كانت سائلة أو صلبة، فهو مبطل للصوم مع اشتراط الحنفية والمالكية لاستقرار المواد الصلبة في الجوف، أما الكحل إذا وُضِع نهارًا ووُجِد أثرُه أو طعمُه في الحلق أبطل الصوم عند بعض الأئمة، وعند أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما أن الكحل لا يفطر حتى لو وُضِع في نهار رمضان، ويستدلان لمذهبهما بما رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أنه كان يكتحل في رمضان، وهو المترجح لنا.
الحيض والنفاس أثناء الصيام
ومن المبطلات للصوم: الحيض والنفاس.