منذ أن كتب المؤرخ اليوناني هيرودوت عن الأهرامات قبل أكثر من ألفي عام، لم تتوقف التكهنات حول كيفية بنائها وأغراضها الحقيقية إحدى الروايات الغريبة التي أوردها هيرودوت تشير إلى أن الملك خوفو، في فترة من فترات حكمه، لجأ إلى إجبار ابنته على جمع الأموال بوسيلة غير مألوفة، لكنها سعت إلى ترك إرث خاص بها، حيث طلبت من كل من تعاملت معه حجرًا كهدية، واستُخدمت هذه الأحجار لاحقًا في بناء هرم لا يزال قائمًا حتى اليوم.
بين الخيال والتاريخ: فرضيات متعددة حول الأهرامات
عبر العصور، تباينت التفسيرات بشأن الغرض الحقيقي من بناء الأهرامات ففي العصور الوسطى، ظهرت نظريات تدّعي أنها كانت مخازن للحبوب، مستندة إلى قصة النبي يوسف، فيما ذهب آخرون إلى فرضية أنها استخدمت كمراصد فلكية، بينما طرح البعض فكرة أكثر جرأة، مفادها أن هذه الصروح الضخمة كانت محطات استقبال لكائنات فضائية.
الأهرامات كمقابر ملكية: الأدلة والشواهد
رغم كل الفرضيات المثيرة، يظل الرأي الأكثر قبولًا بين علماء المصريات أن الأهرامات شُيدت لتكون مقابر للفراعنة تقع معظم الأهرامات على الضفة الغربية لنهر النيل، والتي ارتبطت في المعتقدات المصرية القديمة بالحياة الآخرة، كما تم العثور بالقرب منها على مراكب جنائزية طقسية ومقابر لأفراد من العائلة الحاكمة، مما يدعم فرضية كونها أماكن للدفن الملكي.
لغز التوابيت الفارغة داخل الأهرامات
لكن رغم الاعتقاد بأن الأهرامات استخدمت كمقابر، فإن عدم العثور على مومياوات داخلها شكّل لغزًا محيرًا على مدى قرون، دخل المستكشفون والعلماء إلى العديد من الأهرامات، لكنهم وجدوا توابيت حجرية فارغة يعتقد معظم الباحثين أن هذه المقابر قد نُهبت منذ العصور القديمة، حيث كان لصوص القبور أكثر اهتمامًا بالمجوهرات والكنوز من الجثث المحنطة.
خطط الفراعنة لحماية مقابرهم من اللصوص
سعى الفراعنة إلى تحصين مقابرهم بأساليب معقدة لتجنب عمليات السرقة في هرم أمنمحات الثالث بمنطقة هوارة، صُممت الممرات بطريقة متاهية، وأُغلقت مداخل غرف الدفن بأحجار ضخمة لإعاقة وصول اللصوص لكن هذه الأساليب لم تكن كافية، إذ تمكن اللصوص عبر العصور المختلفة من اختراق هذه الدفاعات وسرقة محتويات المقابر.