ثروة كبيرة بين إيديك وانت مش حاسس .. طريقة زراعة نبات معجزة في البيت لتحقيق عائد اقتصادي كبير يساوي ملايين الجنيهات .. الواحدة منه تباع بـ 10 دولار

تحكى الكتب القديمة أن “عصا موسى” التى أمره الله أن يلقيها كانت من “الخيزران”، وهو نوع من الأخشاب يتميز بسهولة تشكيله ومطاوعته ليد الصانع لدرجة تمكنه من تحويله إلى أى شىء تقريباً، فالصانع الماهر يستطيع أن يجعل من عيدانه تشكيلات أقرب إلى التحف الفنية، ولذلك تمكن هذا النبات الرائع من أن يتسلل بسهولة إلى شرفات وحجرات نوم الملوك والطبقات الغنية.

اين يزرع نبات البامبو

FB IMG 1740545337930

يزرع “الخيزران” فى الصين ودول شرق آسيا، لكن نظرا لندرة تصنيعه، وارتفاع أسعاره، ظل “الخيزران” لما يقرب من نصف قرن حبيس القصور، إلى أن انتشرت صناعته كواحدة من أهم الصناعات اليدوية فى مصر، فدخل بيوت الطبقة الوسطى، وأصبح أيقونة للفخامة والذوق الرفيع فى المقاهى التى تفترشه على شكل مقاعد ومناضد على الأرصفة.

“الإذاعة والتليفزيون” ذهبت إلى قرية “كفر عليم” بمحافظة المنوفية، وهى واحدة من القرى التى ذاع صيتها فى مجال صناعة “البامبو” أو خشب “الخيزران” على المستوى المحلى والعالمي، حيث تصدر “كفر عليم” أغلب إنتاجها منه إلى الخارج، بل وتقوم بمشاركة إنتاجها فى المعارض المحلية والدولية.

فى مدخل القرية معرض وورشة عم “السيد محمد” الذى كان محطتنا الأولى للسؤال عن تاريخ “البامبو” فى القرية، قال:”أنا أول من أدخل عود البامبو إلى القرية فى الثمانينات، وتعلمت صناعته فى العراق، وعندما رجعت إلى مصر، قمت بتأسيس ورشة لتعليم الطلبة فى الصيف هذه الحرفة، لكن “الخيزران” صناعة مكلفة وجديدة ولا أحد يعرفها إلا الأغنياء، فقد كانت تكلفة الكرسى المصنوع من البامبو تصل إلى ثلاثين جنيها، لذلك أغلقت الورشة بعد فترة وذهبت لأعمل صنايعى عند صاحب ورشة بمنطقة رمسيس، وكان يونانى الجنسية وعندما شاهد عملى وافق على العمل لديه على الفور؛ لقد كنت أحلم أن تكون ورشتى بالقرية بمثابة مدرسة لهذه الصناعة المتميزة جدا، لذلك قررت الرجوع وفتح الورشة من جديد، وبالفعل تحولت الورشة إلى مدرسة تخرج فيها كل أصحاب الورش بقرية كفر عليم، فجميعهم تعلموا وتشربوا الصنعة خلال العطلة الصيفية التى كانت محدودة بأربعة أشهر الإجازة الصيفية، وهى فترة كفيلة بأن يتقن المتدرب المهنة ويصبح صنايعى، لكن الآن الوضع تغير، فالدروس الخصوصية أكلت الإجازة الصيفية، والبعض يجد فى قيادة التوكتوك مكسبا سريعا، بدلا من شقاء تعلم تلك الصنعة الاستثنائية”.

وواصل عم السيد حديثه قائلاً: “نعم هى صنعة استثنائية، لأن الخيزران له مزايا لا توجد فى أى نوع آخر من أنواع الخشب التى يتم تصنيع الأثاث منها، فهو من الأنواع المعمرة جدا وتتوارثها الأجيال، كما أنه سهل الإصلاح وكلما مرت عليه السنوات تزداد قيمته، فضلاً عن أنه يشع جمالا وعراقة فى المكان وصديقا للبيئة فلا يحتاج إلى دهانات كيماوية، وبمجرد وضع العود على النار لتقطيعه يكتسب لونا طبيعيا غاية فى الجمال”.

لا تخلو الأساطير الشعبية من حكايات عن هذا النبات “البامبو” الذى يعتبر مصدرا للبهجة والسعادة ووسيلة للتخلص من الطاقة السلبية، فهو فى مبادئ “فنغ شوى” الصينية يجلب الحظ، لكونه يتمتع بطاقة كبيرة يستمدها من عناصر الطبيعة “الماء والهواء والتراب”، كما أنه يستطيع أن يحقق التوازن بين العناصر المحيطة بمجرد وضعها فى الماء، وبحسب التقليد الصينى ترتبط أهمية الخيزران المحفوظ بعدد الأقصاب، فلكل عدد معين محدد يجلب الحظ باتجاه مختلف عن الآخر، فالساقان الاثنان يجلبان الحب والسعادة العاطفية، والسيقان الثلاثة للثروة والحياة الطويلة، وبحسب التقاليد الصينية من المستحيل أن تجد أربعة سيقان للبامبو فى منزل، فهى تمثل الموت.

نظرا لسوء الظروف الاقتصادية فى قرية “كفر عليم” تحولت الورش عن تصنيع البامبو الجديد، واكتفت فقط بإصلاح القديم، هكذا أخبرنا الأسطى “أحمد عبد الحكيم”، وهو صاحب ورشة ويعمل فى تصنيع البامبو منذ عشرين عاما، حيث أكد على أن القرية عند بداية تشربه الصنعة فيها كان تضم أكثر من عشرين ورشة للتصنيع، وكان الصيف هو موسم العمل، فالعمال كانوا يأخذون ثلاث ورديات، وكانت وزارة الزراعة هى من تقوم باستيراد الخامات وتبيعها للورش، وكان هناك دعم حكومى لهذه الصناعة، خاصة أننا كنا نقوم بالتصدير وتوفير العملة الصعبة للدولة، لكن اليوم أصبح سوق البامبو محدوداً ويمنح فرصة للمحتكرين وورش بير السلم، والزبون لا يفرق معه المنتج الأصلى والمقلد، كما قال “عبد الحكيم” لافتاً إلى أن المنتج الأصلى يعيش مئات السنين ولا يتأثر بالماء أو الحرارة، وتأسف “عبد الحكيم” على أن معظم الورش الآن تعمل على إصلاح القديم، أو تقتصر على العمل بالبامبو المطعم بـ “الراتان” لأنه الأرخص سعراً من أسعار البامبو الخالص، كما أن خاماته متوافرة فى السوق.

وفى الختام، ينبغى أن نذكر ما تنصح به بعض الدراسات الحديثة التى أوصت باقتناء نبتة البامبو فى المنازل، فقد أثبت علمياً أن نبات البامبو يعمل كفلتر لتنقية الهواء، وذلك عن طريق طرح الأكسجين وسحب ثانى أكسيد الكربون، كما أنه يمتص الطاقة السلبية، لذلك ينصح بزراعته داخل غرف المعيشة وأماكن العمل، كما يصنع منه بعض الآلات الموسيقية مثل “الناى”.