في إحدى القرى الهادئة، عاشت سيدة بسيطة اعتادت أن تحتفظ بمجوهراتها القليلة في صندوق خشبي صغير، بعيدًا عن الأعين. كان من بين هذه المجوهرات حلقٌ ذهبي عزيز على قلبها، ورثته عن والدتها، وكان يحمل قيمة معنوية تفوق قيمته المادية.
الدعاء يصنع المعجزات
ذات صباح، وبينما كانت تهم بارتداء الحلق، فوجئت باختفائه. قلبت المنزل رأسًا على عقب، بحثت في كل زاوية، داخل الأدراج، تحت الفراش، وحتى في المطبخ، لكن لا أثر للحلق. شعرت بالحزن العميق، خاصة أن هذا الحلي لم يكن مجرد زينة، بل كان يحمل ذكريات عزيزة تربطها بوالدتها الراحلة.
دعاء من القلب
مع مرور الأيام، لم تفقد السيدة الأمل، لكنها لجأت إلى ما تؤمن به بقوة: الدعاء. رفعت يديها إلى السماء قائلة: “يا رب، أنت القادر على كل شيء، إن كان هذا الحلق ما زال لي، فأعده إليّ بأي طريقة.”
المفاجأة في أحشاء الدجاجة
بعد أسابيع قليلة، قررت السيدة ذبح إحدى دجاجاتها الكبيرة لتحضير وجبة لعائلتها. وبينما كانت تنظف أحشاء الدجاجة، فوجئت بشيء صلب بين أصابعها. نظرت جيدًا، وإذا به الحلق الذهبي نفسه الذي فقدته منذ مدة! لم تصدق عينيها، وأخذت تتأمله بذهول، ثم أطلقت ضحكة ممزوجة بالدهشة والسعادة.
كيف حدث ذلك؟
بدا الأمر وكأنه معجزة صغيرة. ربما سقط الحلق أثناء عملها في المطبخ، والتقطته الدجاجة أثناء نقرها للطعام. وبطريقة ما، بقي الحلق داخلها دون أن يتسبب لها بأي ضرر، حتى جاءت اللحظة التي اكتشفته فيها.
درس من الحادثة
انتشرت القصة بين أهل القرية بسرعة، وأصبحت حديث الناس لأسابيع. البعض رأى فيها مصادفة غريبة، والبعض الآخر اعتبرها استجابة حقيقية لدعاء نابع من القلب. أما السيدة، فقد تعلمت درسًا لا يُنسى: ما يُكتب لك، سيعود إليك ولو بعد حين، وبطرق قد لا تخطر لك على بال.
هذه القصة ليست مجرد حكاية عن العثور على حلق ضائع، بل هي تذكير بأن الأقدار تعمل بطرق غير متوقعة، وأن الدعاء الصادق قد يجد طريقه إلى الاستجابة بوسائل قد تبدو لنا غريبة، لكنها في النهاية تحقق ما نتمناه.