يعتبر كائن “عفريت الماء”، أو “axolotl”، من أكثر الكائنات البحرية إثارة للاهتمام في عالم الأحياء بسبب قدرته الفريدة على تجديد أجزاء جسمه المفقودة أو التالفة، وهذا الكائن قادر على إعادة نمو جلده وعظامه وأنسجته العضلية وحتى النهايات العصبية بشكل كامل، وقد اكتشف العلماء مؤخرًا أن بروتينًا معينًا يسمى “نيوريجولين 1” يلعب دورًا رئيسيًا في هذه العملية المذهلة، مما يفتح آفاقًا جديدة في مجال الطب التجديدي.
كيف يعمل بروتين “نيوريجولين 1”
عندما يتعرض عفريت الماء لإصابة، يطلق جسمه إشارات كيميائية تحفز الخلايا القريبة من المنطقة المصابة للانتقال من حالة الراحة إلى حالة النشاط والتجدد، ومن خلال تجارب علمية، وجد الباحثون أن إزالة هذا البروتين من جسم الكائن يؤدي إلى فقدانه القدرة على تجديد الخلايا، ومع ذلك، عند محاولة زرع هذا البروتين في خلايا جذعية لحيوانات أخرى مثل الخنازير، لم تنجح العملية، مما يشير إلى وجود عوامل أخرى تتحكم في عملية التجديد.
التحديات والآمال المستقبلية
رغم النتائج الواعدة، لا يزال العلماء يواجهون تحديات في فهم الآلية الكاملة لعمل بروتين “نيوريجولين 1” وكيفية تطبيقه على البشر، والفشل في زرع البروتين في خلايا حيوانات أخرى يدل على أن هناك تفاعلات معقدة أو عوامل إضافية تتحكم في عملية التجديد، وإذا تمكن الباحثون من فك هذه الشفرة، فقد يصبح هذا البروتين مفتاحًا لعلاج العديد من الأمراض الخطيرة وإصلاح الأنسجة التالفة في جسم الإنسان، مما يغير مستقبل الطب بشكل جذري.