في تطور مذهل يمكن أن يعيد تشكيل خريطة الطاقة العالمية، تم الإعلان عن اكتشاف ثلاثة من أكبر الآبار البترولية في الصحراء الغربية، بإجمالي إنتاج يصل إلى 217 مليون برميل يوميا، مما يعني تحقيق عائدات تقدر بـ295 مليون دولار يوميا، هذا الاكتشاف قد يكون نقطة تحول رئيسية في موازين القوى داخل سوق النفط، مما يثير قلق القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة والسعودية، اللتين تهيمنان منذ عقود على أسواق الطاقة العالمية.
ما الذي يجعل هذا الاكتشاف استثنائيا؟
يأتي هذا الاكتشاف وسط توجه عالمي متزايد نحو تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على البترول التقليدي، إلا أن ضخامة الاحتياطات الجديدة تعني أن النفط لا يزال لاعبا أساسيا في المشهد الاقتصادي الدولي، هذه الحقول البترولية الجديدة ليست مجرد إضافة تقليدية، بل تمثل ثورة في حجم الإنتاج، حيث تتجاوز قدراتها الإنتاجية تلك الخاصة ببعض الدول المصدرة الكبرى.
قلق أمريكي وسعودي.. لماذا؟
من المعروف أن السعودية والولايات المتحدة تحتلان موقعا استراتيجيا في سوق النفط العالمي، حيث تعتمد الأولى على تصدير البترول كركيزة اقتصادية، بينما تستفيد الثانية من نفوذها على أسواق النفط عبر شركاتها العملاقة وسياساتها الطاقوية، ومع دخول هذه الحقول الضخمة إلى الإنتاج، قد تجد هاتان الدولتان نفسيهما أمام منافسة غير مسبوقة، مما قد يؤدي إلى تقلبات في الأسعار وإعادة توزيع النفوذ في سوق الطاقة.
هل سنشهد تحولا في مراكز القوى العالمية؟
إذا بدأت هذه الحقول في الإنتاج بكامل طاقتها، فمن المحتمل أن تؤثر بشكل كبير على أسعار النفط العالمية، حيث قد تنخفض الأسعار نتيجة زيادة المعروض، وهو ما قد يضر باقتصادات الدول المنتجة التقليدية، كما أن هذا الاكتشاف قد يدفع بعض الدول إلى إعادة التفكير في تحالفاتها الاستراتيجية، وربما نشهد تغييرات في الاتفاقات النفطية والسياسات التجارية بين الدول الكبرى.