في حادثة غريبة لاقت رواجًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، قام طالب سعودي بتقديم إجابة غير تقليدية على سؤال في امتحان مادة اللغة العربية، مما أثار موجة من الضحك والدهشة بين أقرانه والمعلمين على حد سواء. الجملة التي كتبت على ورقة الإجابة كانت: “دكتور والله لو مِنجحتش أبويا هيعلقني في البلكونة (أبوس إيدك نجحني) والله”.
إجابة غريبة من طالب سعودي في اختبار العربي برمضان يشعل التواصل الإجتماعي
تبدو الإجابة للوهلة الأولى غير جادة، لكنها تحمل في طياتها مزيجًا من المزاح والقلق. الطالب يعبّر عن خوفه من الفشل في الامتحان بشكل هزلي، في إطار من الطرافة والمبالغة. يضاف إلى ذلك، الطريقة التي عبر بها الطالب عن ضغطه النفسي، حيث ذكر في سياق مزاحه “أبوس إيدك نجحني” مظهرًا نوعًا من الاستجداء المرح، ليجمع بين الفكاهة والمشاعر الحقيقية في نفس الوقت.
هذه الإجابة، وإن كانت مليئة بالضحك، فهي تحمل أيضًا رسائل غير مباشرة حول الضغوط التي يعاني منها العديد من الطلاب في المملكة. فالحديث عن “تعليق” الطالب في البلكونة يشير إلى الضغوط التي قد يتعرض لها من عائلته، حيث يعكس ذلك الضغط الاجتماعي الكبير والتوقعات العالية للنجاح.
جدل ثقافي وتعليمي: هل هو مجرد مزاح؟
بينما اعتبر البعض الإجابة مجرد مزاح عفوي من طالب يحاول تخفيف التوتر، لم يخفَ البعض الآخر قلقهم من أن مثل هذه التصرفات قد تكشف عن ضغوطات أكبر يعاني منها الطلاب في المجتمع السعودي. ففي ظل المنافسة الأكاديمية العالية وتوقعات الآباء، قد يشعر الطلاب بحجم كبير من التوتر، مما يدفعهم إلى التعبير عن ذلك بطرق غير تقليدية.
النقد الذي أُثير حول الإجابة يعود إلى المبالغة في تصور الفشل وأثره، كما أنه يعكس ثقافة تعليمية قد تحتاج إلى إعادة تقييم، من حيث توفير الدعم النفسي للطلاب وتخفيف حدة الضغوط عليهم. فإن كان الطالب يراه مزاحًا، فإن المحيط التعليمي قد يشهد انعكاسات حقيقية على الصحة النفسية للطلاب في حالة استمرار تلك الضغوط.
من الضحك إلى التفكير الجاد في التغيير
ما بدأ كموقف طريف أصبح محط تفكير جماعي حول مستقبل النظام التعليمي في المملكة. هل نحتاج إلى إعادة التفكير في كيفية تخفيف الضغط على الطلاب؟ هل يمكن تحسين المناهج التعليمية وأساليب التقييم بحيث تُعطى الفرصة لكل طالب ليحقق النجاح دون أن يضطر إلى اللجوء إلى مثل هذه الأساليب “الهزلية” للتعبير عن قلقه؟